“مارشي الكيلاني” .. معلمة تاريخية باسفي طالها الإهمال

نشر في: آخر تحديث:

نورالدين الزقلي / اسفي


يعتبر “مارشي الكيلاني” من أقدم وأشهر الأسواق في مدينة آسفي، حيث انشأ في الثلاثين من القرن الماضي، بحيث أقيم في مكان كان يطلق عليه، بفندق الحاج التهامي، حسب العديد من الرويات المتواترة عن الساكنة، فهو يقع وسط المدينة يجاور شارع الرباط المركز الاقتصادي بالمدينة، كما يجاور سوق إدريس بن الناصر حديث الناشئة.


فرغم الموقع الاستراتيجي لمارشي الكيلاني ودوره الريادي في تحريك عجلة الاقتصاد بالمدينة، فهو يشكل ذاكرة المدينة ومعلمتها التاريخية الذي ألفه سكان المناطق المجاورة، إلا أنه أصبح يعرف تراجعا كبيرا على مستوى التهيئة، فهو يعيش إهمالا كبيرا منذ سنوات بل منذ مجالس جماعية متعاقبة ، فلا تنظيم ولا مراقبة ولا نظافة ولا هيكلة والشعار السائد هو العشوائية، فكل جوانب هذا السوق تعاني من الإهمال وغياب شروط صحية تحمي صحة المستهلك والسكان، بحيث أن فناء السوق لا يتم إستغلاله بشكل جيد ومنظم، وباتت الفوضى عنوانا عريضا لهذا السوق التاريخي، فالوضع يبعث على القلق أمام عشوائية والعبث لا ينتهي في غياب التنظيم أمام مرأى ومسمع المسؤولين على تدبير الشأن المحلي، بالرغم من كونه يعتبر من أقدم وأكبر أسواق المدينة، فالإقبال على هذا المكان باعتباره مرفق عمومي، يجب حمايته وحماية مرتاديه والتفكير في حلول ناجعة من شأنها تحديث وتطوير فضائه وإعطائه الأولوية، فلم يعد مقبولا أن يبقى هذا المرفق الاقتصادي العريق على حالته الراهنة متدهورا صيفآ وشتاء في صورة واضحة تعبر عن سوء تنظيم مجالات الإستهلاك وغياب العرض التجاري المتجانس الموحد.


وانطلاقا من هذه الصورة القاتمة، طالبت عدة فعاليات الاقتصادية والمهنية والحقوقية، بإعادة الاعتبار “لمارشي الكيلاني” الذي يمثل الذاكرة المشتركة لمدينة آسفي والذي عايش عدة أجيال متعاقبة، بحيث كان الوجهة المفضلة للتسوق للعديد من الأجانب و الكتاب والشعراء والأسر الأسفية العريقة، نظرا لما كان عليه قضاء السوق من صورة متجانسة مع ما يسوده من النظافة والجودة وحسن التنظيم.

اقرأ أيضاً: