محمد جعفر
واهم من يخال أن مشكل الفريق مشكل مادي، وأن النزاعات هي من تفرمل وتؤرق، وتحيلك لهذه الحال، لكي تجعل الفريق يفقد هويته وشراسته، حتى من يدعي التحكيم وأن الفريق مستهدف من جهات عليا ،فهذا ليس سبب كافي، لكي لا نرى الرجاء، النادي الكبير صاحب المرجعية التاريخية ، لا من ناحية كرة القدم الجميلة وطريقة لعبه ، ولا لمسته الفريدة التي إشتهرت بها مدرسته وانجبت امهر من لمس الكرة ،وكذلك ألقابه وجماهيره الغفيرة والتي ليست حكرا فقط عن من هم داخل الوطن.
بل من هناك من هم من أصول وجنسيات مختلفة عشقت كيان إسمه الرجاء، كيان صنع تاريخه وأمجاده مند سنوات ، حتى قبل وصول التكنولوجيا لما هو عليه الأن ، تاريخه الذي صنع في غياب أي تغطية اعلامية في ادغال افريقية كانت الوحشية فيها والديكتاتورية السياسية والعنف الجسدي سلاح خارج الملعب قبل أن يكون داخله، في عصر الظلم التحكيمي والتحيز الواضح وغياب ( var) وانعدام النقل التلفزي، كان الفريق يجلب الألقاب من وسط الأدغال ، القاب أتت بهمة الرجال وحب القميص بصفته سفيرا للبلد قبل النادي، وبدون موارد مالية كالتي نراها اليوم . في ذاك الزمن وبالرغم من التحيز التحكيمي والظلم وغياب الموارد المالية ومشاق السفر وبأبناء النادي صنعت الرجاء لها إسما ضمن كبار القارة.
ما يقع للرجاء الأن أكبر مما ذكرت ، فإن عدنا للزمن القريب ، وفي عز أزمة النادي وحسابات بنكية محجوزة ، توج النادي بكأس العرش في حقبة سعيد حسبان ، وهو الذي لم يجد حتى أين ينظف قمصان النادي، لأن من كانت تتعامل معهم الرجاء أوقفت كل شيء ورفعت دعوة لإستخلاص الديون. كأس العرش أتت بالعزيمة وبالكاريزما ، وبأبناء المدرسة خلدون وجولال والتومي مع غياب ثام لكل ما هو مادي وفي عز الأزمة. كأس العرش أعادت الرجاء للمنافسات القارية فتوجت بعدها بلقب الكونفدرالية برئاسة جواد الزيات مع إستمرار الأزمة .
لنكن واقعيين ، ما يقع في الرجاء هي أزمة رجال ، أزمة عقلاء ، أزمة النية في العمل دون الطمع في المناصب ، ودون تشويه صورة من هم يمثلون النادي، ما يقع في الرجاء مشكل داخلي بين منظومة أفسدها الطمع وافسدتها الأنا الأعلى وتفضيل المصلحة الشخصية على مصلحة الفريق. حين يشفى جسد الرجاء المتهالك داخليا ممن هم منسوبون للنادي ، سنرى عودة قوية لفريق أرهب كبار إفريقيا قبل خصومه داخليا. فريقا حتى وإن جرى عليه حكم في مناسبة أو مناسبتين ، كان ياخدها قهرا من فمه ومن جوره قبل إنتهاء اللقاء ، لأن النادي كان له فريق قادر على تجاوز التحديات ، ولعل ذكريات النهائي ضد الترجي والظلم البين خير دليل.
عفوا يا من يحب كرة القدم ، عفوا أيها الرجاوي الفخور بفريقك، فالرجاء لا تحتاج للأموال كي تكون قوية ،ولا تحتاج للمحابات كي تستعيد توهجها، فالرجاء صنعت التاريخ في ظروف أصعب وبتحكيم أكثر جورا. الرجاء تحتاج لطاقم منسجم يقود سفينته في المياه العميقة ، مع ربان وقائد يخطط ويوجه ويضع خارطة الطريق التي من خلالها تتغلب على كل المطبات، وبالكاريزما والشراسة المطلوبة عند الحاجة.
للرجاء جماهير هي رأس مالها، وكل الفرق حتى الاوروبية منها، تتمنى لو لها نصف هذه الطاقة الهائلة من الحشود والمحبين في كل أرجاء المعمور، لذلك لا ينقص الكثير للعودة كما كانت عليه الأمور، النادي ينقصه قائد قبطان بجانبه طاقم محنك ، وجمهور متعقل لا ينساق وراه الكلام المعسول، ولا وراء من له مصلحة في إضعاف قاطرة من ركائز كرة القدم الوطنية ،والتي ما من مرة وحدت كل ما هو رجاوي وودادي وسوسي وووووو تحت فرحة مغربية عارمة