مابين الحقيقة الغائبة لفرج فودة و الفريضة الغائبة محمد عبد السلام فرج

نشر في: آخر تحديث:

بقلم:ذ.نورالدين بوصباع

كم من المفكرين قتلوا وعذبوا أو نفوا وكم من الاصوات الحرة تم تكميمها ومن العقول المتنورة تم اغتيالها،وكم من الثورات النهضوية والتنويرية تم إجهاضها، هو مسلسل مأساوي من التكفير والتجييش ضد العقل الخلاق وضد الحقيقة التي كثيرا ما تزعج المحتكرين للسلطة المادية والرمزية لانها تخلخل الطابوهات واللامفكر فيه الذي يريده أرباب السلطات أن يبقى مجالا مقدسا وبعيدا عن الكشف والحفر في بنيته ومكوناته.
لاشك أن الثالوث المقدس أي السياسة والجنس والدين الذي أحيط بكثير من التحريمات و تم وضع كثير من الخطوط الحمراء لمناقشته او الخوض فيه واقتصار ذلك على فئة الفقهاء لوحدهم ماداموا هم من يمتلكون الحقيقة القسرية وهم القادرون على ايصالها وعلى الحفاظ عليها،وأنه لا يحق لأي كان أن يتجرأ على الخوض في ذلك لأن من ذلك اي يؤدي إلى تأويلات تؤدي إلى الفتنة و الخلاف.
هي صور كثيرة وسيناريوهات متعددة لمفكرين أدوا ثمن مواقفهم لكشف الحقيقة وتجاوز المسلمات وتخطي النمطية، فمن اغتيال حسين مروة صاحب النزعات المادية في الفلسفة العربية والإسلامية الى اغتيال صاحب كتاب الحقيقة الغائبة فرج فودة إلى محاولة اغتيال صاحب نوبل في الآداب نجيب محفوظ بسبب روايته أولاد حارتنا وهذه المحاولة التي أدت إلى إصابته إصابة بليغة في يده والتي لم يستطع أن يحركها بعد ذلك، و محاولة التطليق بين نصر حامد ابو زيد وزوجته باعتباره مرتدا، ثم أخير في المغرب تهديد الباحث المغربي رشيد أيلال بالقتل بسبب كتابه نهاية أسطورة البخاري وغيرهم كثيرون، كل هذه الصور السوداوية من التجييش والتكفير و التخوين هي جزء من تاريخ طويل من الصراعات التي كان سببها الرئيسي سياسي محض ألا وهو الاستئثار بالسلطة و الامتيازات، ومحاربة واغتيال المخالفين والمعارضين الذين يناوؤون السلطة الرسمية التي تستحوذ على الراسمال المادي والرمزي والذي تستثمره بشكل قهري يطبعه الخضوع التمام للمقدس من رموز ودلالات و تواريخ مزيفة موسومة بالطابع السحري والغرائبي والذي يجعلها متعالية على النقد…

اقرأ أيضاً: