الرئيسية آراء وأقلام لوموند… من جريدة عالمية إلى بوق مأجور ضد ثوابت المغرب

لوموند… من جريدة عالمية إلى بوق مأجور ضد ثوابت المغرب

IMG 20250820 WA00821
كتبه كتب في 28 أغسطس، 2025 - 4:40 مساءً

بقلم:عبد الكبير الحراب

منذ سنوات، تعودت جريدة لوموند الفرنسية أن تطل بين الفينة والأخرى بمقالات مسمومة تستهدف ثوابت المغرب الراسخة. مرة بالتشكيك في وحدته الترابية، مرة بالطعن في ملكه، وأخرى بالتقليل من إنجازاته التنموية والدبلوماسية. ولعل مقالها الأخير المعنون بـ «أجواء نهاية عهد محمد السادس» ليس سوى حلقة جديدة من سلسلة عداء مزمن تجاه المغرب، عداء يُغلف بشعارات “الصحافة الاستقصائية” بينما هو في الجوهر أقرب إلى البروباغندا الرخيصة.

الملكية في المغرب ليست مجرد مؤسسة سياسية، بل هي عماد الهوية الوطنية وركيزة وحدة المغاربة. ومع ذلك، تصر لوموند على استهدافها، مرة بالتشكيك في صحة الملك، ومرة بالتلميح إلى “غموض” ولاية العهد، وكأنها لا تدرك أن دستور المملكة وأعرافها الملكية أرسخ وأوضح من أن تهتز بخربشات أقلام مأجورة. هذا التركيز المتكرر لا يفسر إلا بكون الملكية المغربية شوكة في حلق خصوم الوحدة الوطنية، وحائطا منيعا ضد أطماع جيران السوء ومن يدعمهم في باريس.

لم يكن صدفة أن تتجاهل لوموند اعترافات دولية متزايدة بسيادة المغرب على صحرائه، ولم يكن صدفة أيضا أن تواصل نشر مقالات تعيد اجترار نفس الأسطوانة المشروخة التي تروجها الجزائر. بالنسبة للجريدة، نجاح المغرب في حسم معركة الصحراء هو أمر “محرج”، لأنه يُسقط رهانات طويلة استثمرت فيها فرنسا الرسمية وصحافتها لسنوات، لذلك تلجأ إلى التشويش والتشكيك بدل الاعتراف بالواقع.

لو كانت لوموند مهنية حقا، لخصصت مقالا واحدا لتتبع مسار التحولات العميقة التي شهدها المغرب خلال ربع قرن: من الإصلاحات الدستورية والحقوقية، إلى ثورة البنية التحتية، إلى تحول المملكة إلى شريك استراتيجي في إفريقيا والمتوسط وأوروبا. لكنها اختارت بوعي أن تغض الطرف، لأن نجاح المغرب يفضح فشل من اعتادوا النظر إليه من علٍ. فرنسا لم تستسغ بعد أن المغرب اليوم لم يعد “التابع الوفي” بل صار الندّ والشريك المستقل، ولعل هذا الاستقلال يفسر توتر مقالاتها وهجوم صحفها.

لقد تحولت لوموند، مع كامل الأسف، من صحيفة رصينة ذات مصداقية إلى منبر دعائي يستجيب لأجندات معلومة. فهل من المهنية أن تتكرر هجماتها على ثوابت المغرب كلما اتخذ قرارا سياديا مستقلا؟ أليس في ذلك استصغار للقارئ الفرنسي قبل المغربي؟ إنها ليست زلات قلم، بل استراتيجية مدروسة غايتها تشويه صورة المغرب وتقويض رموزه الشرعية.

المغرب اليوم أقوى من أن تهزه مقالات صفراء. ثوابته الثلاث: الإسلام المعتدل، الوحدة الترابية، والملكية الدستورية ليست موضوعا للمساومة ولا التشكيك. بل هي خطوط حمراء يعرفها كل مغربي، ويموت دونها. ومن لا يفهم معنى شعار: الله، الوطن، الملك، فلن يفهم أبدا سر تماسك هذا البلد في وجه الحملات المغرضة، ولن يستوعب لماذا تبوأ المغرب موقعا لا يبلغه إلا الكبار.

مشاركة