بقلم: عبد السلام اسريفي
هي مجموعة من الأسباب إن تظافرت ستبقي مدينة تيفلت بعيدة عن تسجيل حالة ثانية أو ثالثة،أولها: أن يلتزم المواطنون بيوتهم ولا يغادروها إلا للحالات القصوى، حيث سجلنا بالمناسبة تفاعل الساكنة مع التدابير الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة ووزارة الداخلية، باستثناء بعض الحالات، التي تتعامل معها السلطات بمنطق خاص، ثانيها: مواصلة المجهودات التي تقوم بها السلطات المحلية – السلطة المحلية برئاسة باشا المدينة ورؤساء المقاطعات الأربعة، المجلس الجماعي لتيفلت،رجال الأمن بكل رتبهم، رجال القوات المساعدة،أعوان السلطة، الوقاية المدنية...- لتنزيل القرارات المتخذة على مستوى المركز، من خلال دعوة وإلزام المواطنين بملازمة بيوتهم واتباع التعليمات والخروج إلا للضرور القصوى المسموح بها. فالكل من موقعه ،فباشا المدينة يتواصل باستمرار لتقديم المعلومة والخبر، نفس الشيء بالنسبة لرئيس المجلس الجماعي الذي يسأل يوميا عن الوضع ويتابع عن كثب كل المستجدات،بل يقف شخصيا على عملية التعقيم والتعبئة، مفوضية الأمن نفسها لا تبخل علينا بالخبر وتوافينا بكل جديد سواء متعلق بكورونا أو بأمن المدينة.
ولا زالت السلطات تنظم يوميا دوريات على مستوى كل المدينة لتنزيل قرار حالة الطوارئ الصحية، التي من أهدافها محاصرة فيروس كورونا، وحماية المواطن والحد من تفشيه،وقد نجحت بشكل كبير في مهمتها هاته، بفضل التضحيات الجسام التي قدمتها وتقدمها هذه السلط في سبيل سلامة واستقرار المواطن بالمدينة،فالدوريات اليومية مستمرة 24 \ 24 ساعة، دون كلل، وبوطنية عالية، وهذا نلمسه من خلال جولاتنا بالمدينة وفي أوقات مختلفة.
ثالثها:اتباع تعليمات وزارة الصحة العمومية، من خلال تنظيف وتعقيم كل الأماكن التي يمكن أن تكون مصدر لنقل الفيروس وتفشيه، فالجماعة والسلطة المحلية وشركة النظافة ينظمون حملات متتالية لتعقيم مجموعة من الاماكن العمومية والمرافق العمومية والشوارع الرئيسية وحتى الأحياء الشعبية والساحات والاقامات السكنية لمحاصرة الفيروس ومنع انتقاله بين الناس عن طريق اللمس. وهي مبادرة تنم عن وجود تصور لهذه المؤسسات في تعاملها مع الوباء، وبالتالي قناعتها بواجبها الوطني اتجاه الساكنة.
رابعها:التعبئة اليومية عبر الجرائد الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لتجنب الفيروس وشرح طرق الوقاية منه، فأكثر من نصف الساكنة تتابع الأخبار عبر كل المنصات، لذلك، فالوسيلة الوحيدة هي تقديم مادة اخبارية أو تدوينة توصي الساكنة بضرورة أخذ الحيطة والحذر، وعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة القصوى، واتباع برنامج وقائي يومي داخل كل المنازل للقضاء على مسببات هذا العدو الخطير.
خامسها:قيام القطاع الوصي على الصحة اقليميا بتعبئة الساكنة من خلال برامج أو بلاغات، تحثهم على البقاء بالمنازل وتمدهم بالأخبار، في هذه النقطة نسجل التعامل الايجابي للسيد المندوب الاقليمي للصحة فؤاد خرماز، الذي لم يبخل علينا بالأخبار والمستجدات، حيث أكد لنا في الموضوع ، أن الوزارة تبث برامج خاصة على قنوات الاعلام العمومي وتنشر يوميا العشرات من البلاغات، فقط على المواطن مواكبة الحدث والالتزام بمضامينه، لأن الأمر يتعلق بحياته وحياة غيره من المواطنين.
سادسها: تجند المجتمع المدني عن بعد والقيام بحملات تحسيسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات أخرى،يشرح من خلالها خطورة الفيروس ويدعو السكان الى ملازمة بيوتهم واتباع تعليمات وزارة الصحة والالتزام بالتدابير الاحترازية وحالة الطوارئ الصحية، هذا دون الخروج والاختلاط بالناس، لأن ذلك، قد يتسبب في نقل الفيروس وتفشيه وبالتالي إجهاض كل المجهودات التي تقوم بها الجهات المسؤولة اقليميا ومحليا.
سابعها:انخراط أصحاب الصيدليات في تعبئة المواطن وحثه على عدم اقتناء أدوية بشكل عشوائي وأكثر من المسموح به، وهذا ما سجلناه فعلا على مستوى مدينة تيفلت، حيث هناك اتفاق بين جميع الصيدليات، لحث المواطنين على ضرورة اتباع تعليمات وزارة الصحة وعدم اقتناء أدوية لا يمكن استعمالها إلا وفق بروتوكول معين وداخل غرف العزل الصحي.
وبفضل هذه المجهودات السالفة الذكر، والتدابير المتخذة كل من موقعه، سيكون من الصعب على فيروس كورونا اختراق المدينة مرة أخرى وبالتالي سنبقى بمنأى عن الوباء وسنمنع تفشيه، فقط يجب اتباع التعليمات وملازمة البيوت ومساعدة السلطات على القيام بواجبها الوطني على أحسن وجه. فلا يمكن أن ننجح دون التزام الجميع وإحساس الجميع بالمسؤولية،لأن خروج المواطن الى الشارع واصطدامه بالآخرين قد يجهض كل المحاولات الايجابية السابقة، وبالتالي سنكون ضحية لفعل نحن من تسبب فيه، يجب أن نأخذ الأمر بكل جدية، فدول العالم تعاني مع الفيروس، القوية منها على الخصوص، رغم أنها تتوفر على الامكانيات الكبيرة والتقدم العلمي،ما بالنا نحن، لا نملك إلا القليل من الامكانيات، لكن، تأكد أن لنا إرادة وعزيمة ومواطنة، فلنلتزم جميعا بيوتنا لحماية مدينتا تيفلت.