بقلم : عبد الله رشاك
صوت العدالة
لا أحد فوق القانون و لا تبرير للخطأ
لا اجتهاد مع وجود نص.
إن القاعدة القانونية عامة ومجردة وآمرة؛la règle de droit est générale, abstraite et impérative.
عامة:تخاطب الجميع بدون استثناء؛
مجردة:لا تعني شخصا معينا أو أشخاصا أو جماعات،بل تضع شروطا وتعريفا مجردا عن الأشخاص وصفاتهم ووضعياتهم،؛
و آمرة:تأمر الأشخاص الذاتيين والمعنويين على السواء بالامتثال للقاعدة القانونية تحت طائلة توقيع الجزاء الذي تحدده.
إن ما استدعى هذه الديباجة ،هو ظهور السيد رئيس الحكومة الأسبوع الماضي في البرلمان وقد أزاح الكمامة عن وجهه وتركها متدلية على حنكه في مشهد غير رائق.وعندما نبهه بعض البرلمانيين ،أصر على عدم إرتدائها كاملة،متشبتا باتباعه مسافة الأمان ،و مستشهدا برؤساء حكومات دول أخرى لم يستعملوا الكمامات أثناء عملهم .إن ذلك الاستشهاد لايبرر عدم التزامه باحترام القانون ولا يقوم حجة على خرق المرسوم الاشتراعي décret loi والإجراءات التنظيمية المتخذة لتطبيقه،من مراسيم وقرارات تنظيمية وغيرها التي أشرف عليها السيد رئيس الحكومة هو وطاقمه الحكومي.
هناك رؤساء ودول و حكومات لم يفرضوا في تشريعهم وضع الكمامات ومنهم من أوصى بها فقط،ومنهم من فرض ارتداء الكمامات أو ما يقوم مقامها في كل الأماكن العامة وفي العمل على الخصوص،مع إصدار دليل السلوك الاحترازي لمواجهة جائحة كوفيد19 المستجد،
كما أن على المرء،وبالأخص السياسي الحاكم أن يتبع القدوة الحسنة(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة” الآية، هو الذي حضر مؤخرا جلسة عمل مع جلالة الملك محمد السادس وكبار المسؤولين الأمنيين والكل واضع كمامة مع مسافة أمان واضحة.
Il faut prêcher de bon exemple
وبحس السياسي الحذق،كان ينبغي على السيد ر رئيس الحكومة ألا ينتبه لمن يتسقط الهفوات او الذي يتربص الدوائر بالتجربة المغربية والمغرب ولايعطيه فرصة مجانية للتعريض به وبنا .كان بإمكان السيد رئيس الحكومة استعمال قناع بلاستيكي لا يتعدى ثمنه 12درهما،وهو مريح وصحي ومسمع-بضم الميم الأولى وكسر الثانية.
لكن يبدو أن الرجل يتعامل حسب سجيته ويفتقد لمستشارين أكفاء في التواصل كي يضبطوا له بروتوكول التعامل مع كافة الجهات المعنية ومع مخاطبيه ،وكيفية الظهور الإعلامي وبخاصة أثناء اللقاءات المباشرة.
رئيس الحكومة يمثلنا وهو وجهنا الحكومي وعليه إعطاء المثل في السلوك القانوني باحترام هذا الإجراء البسيط الذي يتم عند مخالفته تحرير محضر وتوقيف المخالفين وتغريمهم وربما توقيفهم،رغم عدم توفرها،هذه الأيام، في كثير من المتاجر والصيدليات ،لولا تفهم عدد من أعوان المراقبة الأمنيين.
هذا ليس عدلا،سيدي رئيس الحكومة المحترم it’s not fair،فكلنا مطالبون بالالتزام بالقوانين والأنظمة وبألا نتوسع في تبرير خرقها ،فالقانون أمر باحترام المسافة الاجتماعية social distancing و ارتداء الكمامة أو القناع الواقي.
وعليكم الانتباه إلى مثل هذه الهنات التي تشي بماهية الشخص أكثر من الكلمات،وهي تعادل فلتات اللسان المعبرة عن المستور بعناية،lapsus révélateur .
إذا كان كل ابن آدم خطاء،فإن خير الخطائين التوابون.
أما الاستمرار والتمادي في الخطإ، فليس من شيم الأقوياء.
اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين.
آمين يارب العالمين
رمضان كريم وصلوا في منازلكم مع أهل بيتكم فقط، فرادى وجماعات،فرائض وتراويح ،يرحمكم الله،إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا
عبد الله رشاك