عبد القادر السباعي /محمد البشيري
صوت العدالة
“غدا تنطلق الدراسة الحضورية.. عذرا لقد تقرر الغاء القرار” هي حكاية البلاغات الليلية والفجائية للحكومة، قرارات تبعث على السخرية والتهكم من واقع مرير يزداد مرارة اكثر فاكثر، حيث جاءت لتعزز الارتجالية المعهودة وتجسد نظرية “كولشي ممكن” أو الفوضى الخلاقة.. كنا ناعسين مرتاحين.. افقنا مخلوعين!!
مالك مخلوع.. مالك ممرتاحش؟ انه واقع الحال للبلاغات الاخيرة الصادرة عن الحكومة في جنح الليل، وكأن القرارات وحي لا يصدر عن المسؤولين الا اذا جن الليل، لكن الادهى من ذلك والأمر هو حرص الحكومة على نشر هذه البلاغات في حينها “ليلا” لتزيد من هول الصدمة المفعمة بالتناقضات اللامنطقية.
“غدا امتحان الكلية.. الطلبة جاو ولكن تأجل” انها كوميديا السواد التي خلفها صدور البلاغ الاخير بتاجيل الامتحانات الجامعية في الدقيقة 90، خاصة وان معظم الطلبة الوافدين على الكليات – كلية الحقوق بالمحمدية – لاجتياز الامتحانات الجامعية، تحملوا عناء ومشقة التنقل، لينتهي بهم المطاف مجددا على حافة الانتظار.. بعد تأجيل الامتحان لاسبوعين”.
قرارات كوكوت مينوت.. هكذا وصف احد الطلبة القادمين من احدى مدن الجنوب الشرقي واقع الحال، ليسرد بحرقة تفاصيل التجربة مع البلاغ الاخير، مشيرا ان البلاغ القاضي تأجيل الامتحانات لاسبوعين، افتقر الى الموضوعية، اذ لم يكن من المعقول صدور هذا البلاغ ساعات فقط قبل موعد الامتحان.. الطلبة جاو من مدن الاستقطاب.. دابا راش ارجعوا ولا يبقاو؟!!
كما ان الاشارة الى تاجيل الامتحانات لمدة اسبوعين، هو في حد ذاته ضرب من الهوس، اذ لا يمكن التنبؤ بما قد يقع خلال هذه الفترة، حيث كان الاجدر الاشارة الى تاجيل الامتحان دون تحديد موعد لاحق.. مما يجعله بلاغا يحتاج الى بلاغ للتوضيح.
ولعل ما خلفته هذه البلاغات من ردود افعال كان كافيا ليخلق الجدل الواسع بين رواد التواصل الاجتماعي، تعبيرا عن الاستياء العارم من توالي سلسلة العبث و الفوضى الخلاقة.. “متنعسوش ليصدر شي بلاغ امتشوفوهش”.