الرئيسية آراء وأقلام كلمة حق في اليهود المغاربة ‎‎

كلمة حق في اليهود المغاربة ‎‎

IMG 20230809 WA0019
كتبه كتب في 9 أغسطس، 2023 - 9:36 صباحًا

بقلم: د.عبد النبي عيدودي

❖ نائب برلماني عن حزب الحركة الشعبية
❖ باحث في الشؤون الدينية والسياسية
❖ مدير المركز المغربي للقيم والحداثة
❖ دكتوراه في العقائد والأديان السماوية
❖ دكتوراه في القانون الدستوري وعلم السياسة

و أنا أشتغل على إعداد مقالات حول اليهود المغاربة هذا الصيف ، وجدت رجلا مغربيا مسلما من منطقة الغرب يدعى عبدالرحمان أبو العينين من مواليد خمسينات القرن الماضي ، يتابع بشكل عميق ودقيق ما أخطه من معلومات حول تاريخ اليهود بالمغرب .. فتوج متابعته لما أكتبه و تفاعله معه بأن كتب لي رسالة على واتساب يشكرني فيها على ما أكتبه في حق اليهود المغاربة و أدوارهم الطلائعية بالمغرب .
فطلبت منه أن يكتب مقالة حول ما ترسب بذاكرته من معطيات و معلومات حول التعايش بين اليهود و المسلمين بالمغرب .. فلم يتأخر في خط مقالته هذه التي وصلتني في حدود ساعتين من سؤال له عنها ..
و فيما يلي لكم شهادته في حق اليهود المغاربة 🙁 في التعايش هذا الصديق حكى لي قصته مع يهودي كان يقطن في مدينة فاس بحيث ان اليهودي كان صديقا لعمه، و كما حكى لي انه بعد انقطاعه عن الدراسة بمستوى ثانوي لم يكن محظوظا لايجاد عمل و اغلقت امامه الابواب، وجهه عمه حيث كان صديق العائلة اليهودية، كانت و لا تزال صداقة متينة .. لقد سبق لعمه ان ناقش الموضوع مع صديقه اليهودي و حين استقباله رحبت به زوجة اليهودي و ناولته بعض الحلويات و كوب عصير، ومن ثم دون له رسالة و امره ان يسلمها الى مدير احد الشركات بالعاصمة الرباط و بعد اسبوع ولج العمل باحد فروع الشركة و هو الان متقاعد و معيل لاسرة و لا زال يدعو للعائلة اليهودية لمساعدتها ومد العون له.
اما عن التعايش فكثير من اليهود المغاربة كانوا حرفيين في ما هو تقليدي كصناعة الاحذية و الخياطة وحتى اصلاح الساعات و التصوير و النقش على الخشب، وفي تجارة الفضة و النحاس و الذهب ، حيث كانوا يشتغلون بمعية المغاربة المسلمين الامازيغ و العرب و الموريسكيون و الحسانيون كما ذكرتم في مقالكم وحتى الان يعيشون كسائر المغاربة دون ميز عرقي او ديني.
حتى انا وقعت لي قصة مع خبير لذا بعض شركات التامين حيث كلف لاجراء خبرة لاحد الشاحنات و كان شهر رمضان المبارك فطلبت منه ان يقف الى جانب صاحب الشاحنة و لم اكن اعلم بانه يهودي لانه كان لابسا جلباب ظننت انه فاسي او امازغي فتوسلت له قائلا بانه شهر رمضان و سيكون لك اجر ان وقفت الى جانب صاحب الشاحنة فاجأني قائلا انه لا يقوم حتى بطقوس السبت و حينها تاكدت بانه يهودي فقبل طلبي مجيبا انه سيساعد صاحب الشاحنة لانه له عائلة يعيلها من دخل هذه الشاحنة، فالمرء يجب عليه الغوص داخل قلوبهم ليكتشف انهم اصحاب حنية(( حنان))و يفتخرون بمغربيتهم ). انتهت مقالته
بعد قراءتي لها كما قرءتها انت الآن .. تأكدت أنني أسير على خطى صحيحة في كتابة مقالات علمية عن اليهود المغاربة .. لا غلو ولا تطرف و لا زيغ يعتريها.. و من خلال هذه المقالة أتوجه لكل الكتاب و الصحفيين و المختصين و السياسيين و العلماء بابراز هذا التاريخ المشرق للتعايش الديني بالمغرب، لما فيه من معالم التعايش الحقيقي المعاش داخل المملكة المغربية منذ قرون .. تعايش ممزوج في بين مختلف الثقافات و الأديان و الأعراق و في كل المجالات و القطاعات و الاحوال الأسرية و المجتمعية و الوطنية تحت القيادة الرشيدة و الحكيمة المتبصرة لإمارة المؤمنين.
مقال بقلم: د. عبد النبي عيدودي
1

مشاركة