الرئيسية أحداث المجتمع قصر البديع بمراكش.. موروث أمجاد وتاريخ حضارة..

قصر البديع بمراكش.. موروث أمجاد وتاريخ حضارة..

IMG 20190716 WA0083.jpg
كتبه كتب في 16 يوليو، 2019 - 8:35 مساءً

بقلم : عبد الكريم زهرات
صوت العدالة

بعد بروز نجم السلطان السعدي أحمد المنصور إثر الانتصار الساحق للسعديين في معركة وادي المخازن، عزم على بناء صرح كبير يخلد اسمه ويبقي ذكره بعد وفاته.ولا يخفى ما تميزبه المغاربة طيلة عصور التاريخ من اهتمام بفن العمارة حيث أقاموا صرحها وضمنوا سلامتها,لفترة قد تطول او تقصر حسب الظروف السياسية الاجتماعية والاقتصادية التي تسود حقبة من حقب التاريخ
ان المصادر التي تتحد ث عن قصر البد يع سواء منها المعاصرة أو غير المعاصرة تشيد بأهمية هذا القصر ومكانته وتعطينا صورا تجعلنا نعيش مزيجا من الحسرة ولاعتزاز ,ونحن نجوب هذا القصر الذي لم يبق منه إلا أطلال تشهد عن عظمة هدا القصر الزائل وتؤكد سنة الحياة وهي الفناء حتى على الجماد.

كان قصر البديع مخصصا للاستقبالات والتشريفات الملكية في الحفلات والمهرجانات التي كانت تقام في الأعياد الدينية كعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد المولد النبوي وحفلات الولاء التي يحضرها العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والأعيان وسفراء الدول الصديقة من مختلف أنحاء العالم والتي كانت تربطها بالمغرب علاقات دبلوماسية متميزة.

ويذكر دوفردان بأن اختيار البقعة وقع على الجهة الشمالية الشرقية للقصبة حيث وجد بستان موحدي قديم ومهمل. وكما جرت العادة في مثل هذه المناسبات فقد استشار أحمد المنصور- بهدف إحاطة عملية البناء بكافة الضمانات التي تضمن مرور عملية البناء في أحسن الظروف — مجموعة من المنجمين والفقهاء لتحديد وقت للشروع في بناء القصر بكل دقة.

وهكذا تم الشروع في بنائه حسب اليفراني في شوال 986 هـ/ دجنبر 1578 م ودامت مدة البناء 16 سنة أي حتى عام 1002 هـ/ 1593 — 1594 م .

أماعن المواد المستعملة في عملية البناء فيذكر اليفراني نقلا عن مناهل الصفا للفشتالي أن الجبص والجير الذي استعمل في القصر تم جلبه من مختلف أنحاء البلاد وذكر أيضا بأن في القصر ( من الرخام المجزع والمرمر الأبيض المفضض الأسود وكل رخامة طلي رأسها بالذهب الذائب وموه بالنضار الصافي وفرشت أرضه بالرخام العجيب النحت الصافي البشرة وجعل في أضعاف ذلك الزلاج المتنوع التلوين حتى كأنه خمائل الزهر أو برد موشى وأما سقوفه فتجسم فيها الذهب وطليت الجدران به مع بريق النقش ورائق الرقم بخالص الجبص فتكاملت فيه المحاسن وأجري بين قبابه بماء غير آسن) نزهة الحادي ص 103- 104.

أما زخاريف البديع فلم يبق منها شيئ، ويذكر دوفردان بأن شهادات الاخباريين وزوار وأسرى وسفراء حملت إلينا بعض الاشارات إليه.. ضرب من العقيق يعرف بخطوط متوازية مستديرة مختلفة الألوان وحجر منمق زاه..رخام ابيض وأسود، وتيبجان الأعمدة المغطاة بالذهب المذاب…ومناظر رائعة، وجدران مزينة بهوابط ونافورات في كل مكان تبهر العين وتلطف الجو.. إنه قصر البديع بالحمراء.

مشاركة