الرئيسية أحداث المجتمع سنة جديدة وعادات دخيلة تيفلت نموذجا

سنة جديدة وعادات دخيلة تيفلت نموذجا

حلويات فاسدة
كتبه كتب في 31 ديسمبر، 2017 - 6:04 مساءً

 

 

صوت العدالة – اسريفي عبد السلام

 

فبل نهاية السنة بأسبوع،تستعد محلات الحلوى وتتزين لاستقبال زبائن من توع خاص،فالمناسبة تعني الشيء الكثير للمغاربة،إنها نهاية السنة الميلادية وبداية لأخرى.

يزداد الضغط عند اقتراب اليوم الأخير،طلبات كثيرة على حلوة العيد،وتكاليف زائدة على الأسر المغربية،ولا مجال للهروب،الأطفال وحتى النساء ينتظرون بفارغ الصبر هذه المناسبة.

بتيفلت كباقي مدن المغرب،تتحول الى سوق كبيرة لعرض كل أشكال الحلوى،حتى على الشوارع تجد عروض لحلوى العيد،الكل هنا يستعد ويستثمر مبالغ كثيرة لليلة طويلة قد تنتهي في المستشفى أو في مخفر شرطة بالنسبة للبعض.

وحول هذه المناسبة،سألت صوت العدالة بعض زوار بائعي الحلوى بقلب المدينة،وسألناهم حول هذا العيد وتكاليفه وحتى موقعه ،فكانت الأجوبة كالتالي: فاطمة،ربة بيت قالت” هي مناسبة كباقي المناسبات،نجتمع كأسرة ونحتفل ،وهي مناسبة تسمح لنا برؤية الأهل والأحباب رغم أنها ديال النصارى”.

وأضاف مراد،متزوج،ابتاع الحلوى رفقة طفلته التي لم تتجاوز الست سنوات،قال:” هي مناسبة ندخل بها الفرحة لقلوب أطفالنا رغم أنها مكلفة ماديا،فالحلوى تأخذ لوحدها مبلغ 60 درهم في العادي،زائد مصاريف اقتناء لوازم الاحتفال التي تتجاوز 100 درهم،زائد مصاريف الأكل ومصاريف أخرى،المجموع قد يتجاوز 1000 درهم في الليلة الواحدة،في نظري هذا كثير”.

أما الحاجة فاطمة ،وهي أرملة تجاوزت السبعون قالت بحسرة” هذا ماشي عيدنا،هذا عيد نصارى ،حنا غي تابعين،وهاد المصاريف كاملة حرام نصرفوها على حوايج خاوية،الناس مضرورة وكتزيد تصير لفلوس،اللهم ان هذا منكر”.

كانت هذه ارتسامات لبعض زبناء محل لبيع حلوى العيد،تابعنا نظراتهم وهم يؤدون ثمن الطورطا كما يسمونها ،غير راضون بالطبع لكنهم مضطرون لذلك،فمصاريف هذه الليلة التي تتجاوز ال 1000 درهم المواطن في حاجة ماسة اليها،خاصة في مدينة صغيرة كتيفلت،تعتمد في اقتصادها على رواتب الموظفين والقليل من الفلاحة ،فيما ترتفع نسبة الفقر الى حدودها القصوى.

فالمواطن،رغم فقره الكبير،تجده مضطر لصرف مبالغ مالية غير مبررة في الغالب،فقط تماشيا مع الميولات الشخصية للأسرة أو لإخفاء البؤس اليومي الذي يعيش فيه.

فالسنة الميلادية وما يتبعها من مصاريف اضافية ترهق كاهل المواطن بتيفلت،تطفي بظلالها على ما تبقى من شهر يناير،حيث تتوقف التجارة،وتضعف المداخيل بسبب قلة السيولة بعدما أنهك العيد جيوب الساكنة،التي ستضطر للتعايش مع الوضع طيلة شهر يناير وفبراير.

فالتقليد،والارتماء في أحضان سلوكات دخيلة،من نتائجها أزمة طويلة الأمد في صفوف فقراء الوطن،أما أغنياؤه فلا أعتقد أنهم سيعانون من تبعات السنة الميلادية،لأن الدولة تمنحهم تعويضات عن كل شيء حتى عن عيد نهاية السنة الميلادية.

مشاركة