رسالة الى صناع المحتوى و الكتاب

نشر في: آخر تحديث:

بقلم:ذ.سناء حاكمي

من الجميل أن نطرح أسئلة بخصوص بعض الظواهر و السلوكيات الاجتماعية،كي نستطيع تفكيكها و الوصول الى حل اشكالياتها.
لاحظت مؤخرا ان بعض صناع المحتوى يطرحون العديد من الاشكاليات و يناقشونها بشكل مدقق و لا يخجلون من الحديث عليها، سواء كانت سياسية او اجتماعية او فنية او…
وصلني فيديو لصانع محتوى شاب معروف الا و هو “مصطفى سوينغا”طرح من خلاله اشكالية تقريبا عالمية و ليست محلية فقط،الا وهي فجوة الاجور بين الجنسين.
اي ان اغلب الشركات و المصانع يميزون بين الرجال و النساء في الاجور. و حاول من خلال الفيديو ان يسأل عن سبب هذه التفرقة ، هل هي بسبب التنميط الاجتماعي للمراة ، و محاولة اقناعها انها اقل عطاء من الذكور لانها تتفرغ للحمل و الأمومة او ربما لانه يتم حشوها بمجموعة من الافكار من بينها ضرورة الزواج ، مما يجعل اصحاب الشركات يفضلون الذكور على الإناث.
و ذكر ايضا ان الاناث هن اكثر نجاحا على المستوى الدراسي و يقمن بجهود اكثر خلال مسارهن.
و رغم كل هذا لا يتم منح المرأة مقاعد مسؤولة و يتم حجزها في مناصب نمطية، بينما الرجال تتم هيمنتهم على مراكز القرار مما لا يسمح للمراة في مثلها.
لكن المشكل الاهم و الذي جعلني افكر و اكتب، هو لماذا هذا الطرح الخجول و الاكتفاء بطرح اسئلة قفط دون الدخول في صلب و اساس الاشكالية و ترك الجواب للمتابعين الذين هم بانفسهم لا يعلمون الاسباب و لا يستطعون الاجابة، لانهم ينتمون الى نفس المجتمع و نفس التنميط و نفس الرؤية.
هل “مصطفى سوينغا ” لا يملك الجرأة في الاجابة عن هذه الاسئلة ؟؟ او خوفا من هروب المتابعين و اتهامه انه نسوي ؟؟
بدوري اشكره على طرح الموضوع ، لكن نحتاج ان نتحدث عنه بشكل اوضح و أجرأ.
كما يعلم اغلبنا ان موضوع المراة يشكل حساسية لدى العديد من التوجهات، لان من خلاله يتم تفكيك السلطة الابوية الاجتماعية و السياسة و الدينية، فلا يجرأ العديد من صناع المحتوى و لا الكتاب و لا حتى السياسين من طرحه .
و برجوع لموضوعنا و للإجابة على اسئلة “سوينكا “
اولا سبب وجود النساء بكثرة في الوظائف النمطية كالتمريض او التعليم او الطب، سببه هو تنميط الادوار الجندرية في مجتمعنا و تربية بناتنا منذ الولادة على ان دورهم الحقيقي هو الرعاية و التربية و المساعدة و انهن غير قادرات على ان يشتغلن في وظائف اخرى لانها لا تناسب انوثتهن ، و نبدأ بهذه التفرقة الجندرية اول يوم تولد فيه الانثى نختار لها الملابس الوردية ثم نجبرها على ارتداء الفساتين و الالعاب كالدمية و المطبخ و و … حتى تصبح الانثى مقتنعة كل الاقتناع ان هذه حقيقتها و دورها ، بينما الذكور ايضا نجبرهم على الازرق و العاب فيها حركة و صراع كالسيارات و كرة القدم و ما شابه، كل هذه التنشئة و البرمجة نخلق من خلال اشخاص مقتنعين بادوارهم الجندرية دون ان نمنحهم فرصة الاختيار و الاختبار ، و نرسم لهم حدود وهمية لا يستطيعون تجاوزها.
و الان هناك دلائل و احصائيات تؤكد النساء بارعات في اماكن القيادة و بارعات في الهندسة و التكنولوجيا و الشرطة و التجنيد و الدفاع و سياقة الطائرات، لكن يحتجن الى فرصة و الى ثقة كاملة من الجهات المسؤولة و تكسير هذا الحاجز الوهمي و الكف عن تكرار ان النساء لا يستطعن القيادة، و بهذا اكون قد اجبت على اسئلة ” سوينغا “.
و اختم كلامي بطلبي الى كل المؤثرين و الكتاب الغيورين على اوطانهم و مجتمعاتهم ان يكفو من خوفهم و يواجهوا الحقيقة و يكسرون الميزوجينية اتجاه النساء ، و ان يساعدونا حتى نشجع النساء لخوض مسيرة التطور و توعية المسؤولين بإعطاء فرص اكثر للنساء، و المساوات في الاجور ، لانه مطلب مشروع، و القانون المغربي يحث على المساوات في الاجور و التبليغ عن اي شركة لا تلتزم به.

اقرأ أيضاً: