ليس غريبا أن يتعصب دعي مجهول النسب لقيادة إجرامية كان يُعَذب ويُغتَصب في سجونها، بذريعة عصبية قبلية مزعومة، لا يربطه بها غير الإرتزاق والانتفاع من فتاتها، بعد أن انتشلت أهله من غياهب المعاناة والفقر المدقع في بلد مجاور، حتى بات مجرد تذكيره بأصله يثير حنقه وغضبه
فما إن تذكر أحد اللصوص من قيادة الجبهة الإنفصالية حتى يسلط عليك الرعاع والسفهاء من منتحلي أنساب قبائل الصحراء زورا وبهتانا، كونها رابطهم الوحيد بقضية يعتبرونها أصلا تجاريا خاصا بهم يرتزقون ويعتاشون منه. بعد أن تم استجلابهم كفائض سكاني في هوامش مجتمعات بلدان الجوار.
فطوال عشرة أجيال من أسرة أهل الهاشم العلوي الشنقيطي التي أنتمي إليها، ذكروا جميعا في أهم المراجع التاريخية باعتبارهم من أهم أعلام المنطقة، علماء، فقهاء، مجاهدين، قضاة، مربين، سياسيين وأدباء…، جمعتنا بأهم قبائل الصحراء وأسرها الوازنة والمحترمة أواصر المصاهرة والخؤولة والجيرة الحسنة…، ودرس على أسلافنا خيرة أبناء الصحراء من شيوخ وأعيان وعلماء وزعامات سياسية…، فلم يسبق لأي منا أن غير نسبه أو أصله كما هو الحال بالنسبة لأمثال هذا المسخ من المستوطنين المستجلبين من الفائض السكاني في بلدان الجوار.
يبقى أن ذكر اللون والإحتكام إليه ليس بغريب في عرف المخن_ثين، خاصة من خريجي المعسكرات التعليمية الجزائرية المسماة عبثا بالمدارس، وبالأخص بين من تربى مع النساء في مخيمات كانت محظورة على الرجال البالغين، وعاين انتهاك شرف أهله، وتسلق بتقديم عرضه قربانا للعناصر القيادية الإجرامية التي لا يجد حرجا في الدفاع عنها، حتى بات “بياضه” المزعوم عوضا عن نسب مجهول وأصل وضيع ومنزلة اجتماعية منحطة.
أقول لمن يحركون هذا المسخ البعيد كل البعد عن تاريخ الصحراء وجغرافيتها قبل اختلافه مع أخلاق أهلها وطباعهم، أنني أتحادهم في الإتيان بأي ذكر لأسلافهم في تاريخ الصحراء أو في تاريخ غيرها من المناطق التي استجلبوا منها، قبل أن يتم إقحامهم في مخيمات تيندوف، نتيجة ما لاقوه في مواطنهم الأصلية من جوع وفقر ونحس نقلوه إلى أهل الصحراء، فباتوا ممتنين لذلك المشروع الإجرامي الإستيطاني الذي انتشلهم من القحط الويل فأقحمهم كأدوات في أجندات عنصرية واستئصالية في حق المكونات الأصيلة في المنطقة بما فيهم المنتمين لتلك العصبية القبلية التي ينتحلونها.
أخيرا أحيل على هذا المسخ، على تراجم أسلافي في الصحراء في أهم المراجع التاريخية في كل بلدان المنطقة، على أن يأتي بأي ذكر لأسلافه المنتحَلين حتى وإن ذُكروا في معرض الهجاء أو التقريع، ولا أظنه يستطيع على كل حال..
ـ فالوالد محمد النعمة أهل عبد الفتاح والأعمام خاصة العم محمد فال، فقد ذكرهم المؤرخ المعروف المختار ولد حامد ضمن الفصل المخصص لأسرة أهل الهاشم في الجزء الخاص بالعلويين من كتابه “حياة موريتانيا” (طبعة مرقونة ص: 18)، كأعلام في منطة الصحراء.
-وأما العم الأكبر فهو محمد سالم الملقب بـ”السلامة” ولد محمد سيدينا ولد عبد الفتاح العلوي، العالم المجاهد الذي لقب أيضا بـ”فقيه جيش التحرير”، وقد ورد ذكره في كتاب محمد بنسعيد أيت إيدر في كتابه “وثائق جيش التحرير في جنوب المغرب” (ص: 236)، ضمن “وفد أعيان الصحراء وأيت بعمران” كأحد المشاركين في مؤتمر الرباط المنعقد في الرابع من شتنبر 1958 حول دعم جيش التحرير.
- الجد المباشر محمد سيدينا ولد عبد الفتاح العلوي فقد ترجم له الباحث الطالب أخيار بن الشيخ مامينا في كتابه “الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي” (الطبعة الصادرة عن مؤسسة الشيخ مربيه ربه، ص :511).
ـ عم الوالد وجدي لأمي محمد سالم ولد عبد الفتاح الهاشم العلوي الملقب بالفقيه والذي ترجم له العديد من المؤرخين الوازنين في مقدمتهم المختار السوسي في كتابه “المعسول” (جـ 3) مطبعة النجاح – الدار البيضاء 1961 حيث لقبه ب”محمد سالم الصحراوي”، عباس الجراري في كتابه “ثقافة الصحراء” دار الثقافة – الدار البيضاء 1978، عبد العزيز بن عبدالله في كتابه “معلمة الصحراء” منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، المختار بن حامد في كتابه “حياة موريتانيا.. الحياة الثقافية” الدار العربية للكتاب – تونس 1990، أحمد مفدي في كتابه “الشعر العربي في الصحراء المغربية” مطبعة الأفق – فاس 1961…، وآخرون.
ـ عم الوالد الآخر هو المجاهد الشهيد محمد يحظيه ولد عبد الفتاح ولد الهاشم العلوي الذي ارتقى شهيدا سنة 1913 في معركة آزرو بنواحي أكردوس بسوس إبان انخراطه في الحركة الجهادية، وقد ترجم له الباحث المعروف الطالب أخيار بن الشيخ مامينا في كتابه “الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي” (الطبعة الصادرة عن مؤسسة مربيه ربه، ص: 568)،
- الجد عبد الفتاح ولد محمد ول الكوري ولد الهاشم العلوي الذي ترجم له أيضا الباحث الطالب أخيار بن الشيخ مامينا في كتابه “الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي” (الطبعة الصادرة عن مؤسسة مربيه ربه، ص: 395).
ـ والجد الأكبر محمد ولد الكوري ولد سيد المختار ولد الهاشم العلوي الذي ذكره الشيخ النعمة ولد الشيخ ماء العينين في كتابه “الفواكه”، وهي الترجمة التي نقلها عنه الباحث الطالب أخيار ولد الشيخ مامينا في كتابه “الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي” (الطبعة الصادرة عن مؤسسة مربيه ربه، ص: 473).
ـ ومن بين أعلام الأسرة أيضا عبد الودود ولد الكوري ولد الهاشم العلوي الذي ترجم له أيضا المختار ولد حامدن. والعالم والأديب محمد عبد الله الملقب بـ”دلاهي” ولد الكوري ولد الهاشم الذي توفي مطلع القرن 14هـ، والذي أورد أحمد بن الشمس الحاجي نماذج من شعره في كتابه “النفحة الأحمدية” كما ترجم له المختار ولد حامدن كذلك.
ـ ومن بين نساء الأسرة اللواتي ترجم لهن جدتي العالمة الجليلة مريم منت محمد سالم ولد أحمدو المجلسية الملقبة بـ”مريم الصحراوية”، كما سماها المختار السوسي الذي ترجم لها في كتابه “المعسول” (جـ 3) مطبعة النجاح – الدار البيضاء 1961. وكذلك العالمة الجليلة ميمونة منت عبد الفتاح التي ترجم لها العديد من الباحثين من بينهم محمد أكعبور في ورقة بحثية حول ” الجهاد والمقاومة بمجال طرفاية”، والباحثة الغالية بلعمش بعنوان “العلم والصلاح النسوي بمجال طرفاية”، الذاكرة الوطنية ع 22 سنة1435ه/2013م.
يبقى التحدي مفتوح لهذا المسخ المجهول النسب ولمن يحركه أيضا من القيادي الانفصالي المستجلب من موريتانيا أو من غيره.




