الرئيسية أحداث المجتمع جهة بني ملال خنيفرة…هل ترقى المجالس الإقليمية والمجلس الجهوي إلى مستوى تتبع ومراقبة المشاريع؟

جهة بني ملال خنيفرة…هل ترقى المجالس الإقليمية والمجلس الجهوي إلى مستوى تتبع ومراقبة المشاريع؟

IMG 20190909 WA0104.jpg
كتبه كتب في 10 سبتمبر، 2019 - 1:06 صباحًا

حبيب سعداوي / صوت العدالة.

لا يمكن حجب الشمس بالغربال ، ولا يمكن السكوت عن “فساد” ينخر البلاد ويتألم على إثره العباد ، والتستر على الفضائح الآدمية جريمة في حق الوطن…فكثير هي الملايير التي لا تعد ولا تحصى برمجت بدورات مجالس جهة بني ملال خنيفرة سواء منها الإقليمية أو مجلسها الجهوي ، وعلى مدى سنوات…فلا نريد أن نكتب سوى من أجل أن نكتب ، اسألوا أهل الحسابات والتوثيق الذين تعاقبوا على تتبع مجالس هذه الجهة…يا إلهي إن كان كل شيء بالتدقيق بعيدا عن عملية ” مانخليش لامارا ” فسوف تصدمون من كثرة الميزانيات والصفقات التي خصصت لتنمية جهتنا…انظروا ماذا وقع بعد هطول أولى قطرات المطر، لتكتشفوا حقيقة الأموال التي برمجت بدورات مجالس جهتنا في عدد من المشاريع بعد اهترائها ، حتى أن الطرق تلاشت ، والقناطر دمرت والمسالك ووو وكأنها بنيت بالشكولاطة ، ليتحول التباهي والتبجح إلى سخرية عارمة للكوارث والمصائب على مواقع التواصل الاجتماعي.

مشاريع كثيرة صرفت عليها أموال ضخمة ، لكنها لا تحظى باهتمام بالغ . فمنها ما تعرض للغش دون تتبع ولا مراقبة ، ومنها ما ترك للتخريب حتى ترصد لها ميزانيات بعنتريات جديدة لتعود طواحين المال والأشغال ” والبوز ” في استغلال المال السايب ، وكأنها بقرة حلوب من نوع ” هولندي ” ؛ فتمرر الصفقات ، وتقام الولائم ” وشي كايربح لشي ” من أجل هدف واحد…هدف واضح المعالم في ملئه للجيوب بنهب أموال الشعب بدون حياء ولا حشمة ، ولايبقى للمواطن سوى الأطلال الخاوية بعد الكوارث الطبيعية يتفرج عليها صباح مساء.

دقائق من الأمطار عرت عورة المسؤولين بمجالسنا الستة ، لأن المال السايب يعلم السرقة ، وبالتالي تتوقف عجلة التنمية ، ويسخط ويغضب البشر والشجر والحجر، وفي خضم ذلك تجد المسؤولين عن التتبع والمراقبة والوقوف على نهاية الأشغال ومطابقة دفاتر التحملات مع ما أنجز على أرض الواقع…تجدهم يبيعون كرامتهم وأنفسهم في أسواق النخاسة ، ويصبح كل شيء على ما يرام بتسليم شهادة نهاية الأشغال ، بعد ذلك ينصرفون لغزوات أخرى ، وهكذا يستمر عائق التنمية ، فتعاني الساكنة من واقع مرير ومقيت ، وتصبح أمام هلع المعاناة اليومية ، حيث تضيع الحياة بدون تلك الطرق والقناطر ، والمسالك التي تلاشت ، والتي كانت تؤدي إلى المدرسة والمستوصف والسوق وقضاء مآرب أخرى ، بينما الذي وضعوا فيه الثقة ومنحوه صوتهم ، تجده يهرول للبحث عن ثروات أخرى ليتحول إلى ملاك للفيرمات والفيلات والسيارات الفارهة.

وبحلة جديدة وبشعارات جوفاء يعود هؤلاء أثناء الانتخابات كأنهم طواحين هوائية تجوب السماء ” عينيهم خارجين ” بحثا عن الثروات على حساب الفقراء والمحتاجين ، ليتحولوا بعد اصطياد الفريسة إلى لوبيات متخنة متهجمة تخرج بين الفينة والأخرى لتصفية الحسابات ، فتكتسح الحلبات ويسدل الستار على مشهد من مشاهد تلك المسرحيات.

فالصيف يكشف واقعهم والشتاء يعري رداءة أشغالهم ، وفي النهاية تضيع حقوق الإنسان ، ويشرد الفقراء، ويموت الأبرياء، وتدمر القرى ، والاحياء والمداشر ، والدواوير ، و الطرقات ، والمسالك والممرات…تتراكم المعاناة وتستفحل البطالة ، وينخر الفساد أجسادا خاوية فكرا وتربية ووطنية ، فتجر وتؤدي إلى ظواهر لم نكن نعيشها بهذه الحدة من قبل ، كالاجرام والاغتصاب والانتحار ، ويموت الأمل ، وتصبح التنمية شعارا على الأوراق ، لا علاقة لها بالواقع ، رغم كثرة البرامج والدراسات ، وتلك هي الطامة الكبرى.

وحقيقة ما تعيشه جماعات جهتنا من رداءة في العطاء والخدمة، يعتبر وضعا يستحق الاستنكار، في ظل غياب برامج حقيقية فاعلة ومراقبة…برامج تحتاج إلى تتبع الذي يعتبر السبيل الوحيد لوضع حد للمتربصين بالمال العام ، وإخراج جهتنا مما تعيشه من كوارث كلما حل الصيف وجاء المطر…يتبع

مشاركة