بقلم عبد الحكيم رضى
بعدما استبشرت ساكنة الجماعة الترابية مرامر بتشييد وبناء مؤسسة ثانوية تأهيلية… وبعدما اصبحوا أبنائهم يتابعون دراستهم بمركز مرامر بدل مركز تفتاشت….
فلا أحد يمكنه إنكار دور الأقسام الداخلية داخل الثانويات الإعدادية والتأهيلية في التخفيض من نسب الهدر المدرسي وتيسير استمرار دراسة مجموعة من التلاميذ من أبناء وبنات الفقراء وقاطني القرى والمناطق المعزولة البعيدة عن المؤسسات التعليمية التي غالبا ما يتم بناؤها بالمراكز النامية….
حيث توجد بها التغذية والمبيت وذلك من أجل التخفيف من الأعباء المالية والمعنوية التي تثقل كواهل الآباء والأمهات….
لكن لا أحد يرضى بأن يتم تجريد تلك الداخليات من مهامها الحقيقية المتمثلة أساسا في تربية وتعليم المتعلمات والمتعلمين والتي حظيت بمنحة الاستفادة من الٌأقسام الداخلية وتعتبر أمانة في عهدة القيمين على التعليم ببلادنا….
فمن الخزي والعار أن تتحول تلك المنحة التي أراحت الآباء والأمهات إلى محنة لا تنتهي وتساهم في ضياع مستقبل التلاميذ الدراسي… حيت يعاني تلاميذ المستوى الثانوي بجماعة الترابية مرامر قيادة مرامر إقليم الصويرة والذين ينحدرون من الدواوير البعيدة عن المؤسسة مشاكل حقيقية بسبب عدم تمكنهم من خدمات القسم الداخلي وتوفير وجبة الغداء على الأقل….
علما أن هذا المركز لا يتوفر لا على مقاهي ولا على أماكن الأكل مما يجعل عائلات هؤلاء يتحملون عبئ مصاريف إضافية لابنائهم كما يزيد ذلك من عبئ الأباء و الأمهات بحيث يضطر الأباء رغم العوز والحاجة لإعطاء أبناءهم مصروفا يوميا…
ويزد الطين بلة حينما تصبح كل عائلة تصرف على الأقل 10 دراهم أو أكثر لكل تلميذ في اليوم من أجل وجبة غداء إن وجدت فعلا بذلك المركز فما بال الأسرة التي يدرس فيها أربع تلاميذ…
ولهذا فإن أغلب التلاميذ الدين ينحدورن من الدواوير البعيدة تجدهم أمام المؤسسة بين الفترة الصباحية و المسائية حيت يتم نقلهم بسيارات النقل المدرسي في الصباح الباكر ابتداء من ل 05 صباحا ولا يعودون إلى منازلهم إلا في وقت متأخر من الليل وهم لم يحصلوا على وجبة غداء طيلة اليوم… فكيف ستكون هذه الدراسة وكيف سيصل هذا التلميذ إلى مؤسسته في ظل هذه الظروف القاسية وأمام هذا الصعوبات حيت تتسع بؤرة الهدر المدرسي في هذه المنطقة ويتعذر على الكثيرين متابعة الدراسة ويبقى الانقطاع الملاذ الوحيد لهم…..
