صوت العدالة / تاوريرت
تشهد مدينة تاوريرت في الآونة الأخيرة تناميًا ملحوظًا لظاهرة المختلين عقليًا والمتشردين، حيث بات حضورهم اليومي في الشوارع والأزقة يثير قلق الساكنة، ويطرح علامات استفهام عديدة حول مدى فعالية تدخلات الجهات المسؤولة في حماية هذه الفئة وصون كرامتها.
ويتساءل المواطنون عن دور المراكز الاجتماعية ، الذي تم إحداثها بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي كان من المفترض أن تلعب دورًا محوريًا في احتضان المشردين والمختلين عقليًا، وتوفير الرعاية الاجتماعية والنفسية والطبية لهم، ضمن مقاربة إنسانية تحفظ لهم كرامتهم وتعيد إدماجهم في المجتمع.
في هذا السياق، تتجه الأنظار نحو عامل إقليم تاوريرت ، باعتباره المسؤول الأول على مستوى الإقليم، للتدخل العاجل من أجل تفعيل آليات التنسيق بين السلطات المحلية، والمصالح الاجتماعية، والمجتمع المدني، قصد بلورة حلول ميدانية ناجعة لهذه الظاهرة المتفاقمة.
ويأمل سكان المدينة أن تُفعّل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على أرض الواقع، وألا تظل مجرد بنايات فارغة أو برامج حبيسة الرفوف، في الوقت الذي تزداد فيه معاناة فئات هشة هي في أمسّ الحاجة إلى الرعاية والاحتضان.
فهل ستتحرك الجهات المعنية قبل أن تتحول الظاهرة إلى مشكل اجتماعي وإنساني أكثر تعقيدًا؟
