تربية الناشئة على القيم .. هو السبيل الأوحد لبناء مجتمع قوي متماسك ..

نشر في: آخر تحديث:

الفاعلة الجمعوية سماح عقيق.

ان عالم الطفل عالم شاسع،ملم وشامل لمجموعة من المعطيات التي من شأنها أن تأثر على نموه بالسلبي او الايجابي، لذا يتعين الدقة في التربية والتكوين وذلك بالنظر من جهة، الى طبيعة المرحلة النمائية وخصوصياتها، كما تقرها النظريات السيكولوجية الحديثة والأبحاث التربوية، ومن جهة ثانية الى الوظائف الأساسية للتعليم وتهييئه على جميع المستويات٠

إذن فماهي هذه المعطيات؟ وماهي المرحلة العمرية للطفل التي تكون شخصيته الحقيقية لتعطينا طفلا سليما ثم شابا يافعا ثم رجلا ذو شخصية ثابتة متوازنة صالحا لنفسه ولمجتمعه ؟

مما لاشك فيه أن الشخصية الإنسانية وحدة دينامية متكاملة، لا تقبل التجزيء وكل جانب منها يؤثر في الجوانب الأخرى ويتأثر بها، فمثلا الجانب العقلي يؤثر في الجانب الاجتماعي ويتأثر به، فكلما ترعرع الطفل في وسط بيئي واجتماعي تحكمه قوانين مهيكلة وسليمة كلما كانت له حظوظ أقوى للتواصل مع الأخرين والتفاعل معهم واقتحام عوالمهم الخاصة٠

وكلما تفاعل مع الآخرين بكثافة ، كان ذلك عامل أثراء لنموه العقلي والجسمي، لكن كل هذا في اعتقادي لايتحقق إلا في مرحلة التعليم الاولي فإذا مرت هذه المرحلة بسلام وبطريقة ناجحة فأكيد اننا سنحصل على طفل سوي خالي من العقد النفسية والتعليمية، لكن لايتأتى هذا إلا بالنظر لمجموعة من القوانين التي تحكم هذه الفترة العمرية للطفل٠

على خلاف ماهو معروف ومتداول لدى البعض من الأسر، ليس التعليم الاولي فترة حراسة للطفل ،ولامرحلة تعليم كلاسكي كما هو الحال بالنسبة لباقي الاسلاك الاخرى، بل هو مسلك للتربية واكتساب الخبرات والمعارف والقيم.

وعموما.. فبناء مجتمع متماسك بعيد كل البعد عن النمطية، رهين بارساء قاعدة صلبة متشبعة بالقيم الكونية و قادرة على تحمل المسؤولية واعطاء النموذج الحقيقي والامثل للجيل الصاعد المراهن عليه في بناء الوطن بمؤسساته.. تربية الناشئة هي من ستقودنا الى الريادة..

اقرأ أيضاً: