اهتزت مدينة بركان، مساء الخميس، على وقع حادث مأساوي أودى بحياة الطفلة يسرى، ذات التسع سنوات، بعد سقوطها في بالوعة للصرف الصحي غير مغطاة، جرفتها السيول إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة الشرقية للمغرب. هذه الفاجعة أثارت موجة من الحزن والغضب بين سكان المدينة، متسائلين عن مدى تقصير الجهات المسؤولة في صيانة البنية التحتية وحماية أرواح المواطنين.
تفاصيل الحادث
وقع الحادث عندما كانت الطفلة يسرى برفقة والدها، عائدة من حصص الدعم المدرسي في حي جابر ببركان. وبينما كانا يحاولان عبور الطريق، لم ينتبها إلى وجود البالوعة المفتوحة التي غمرتها مياه الأمطار، فسقطا فيها مباشرة. وبفضل تدخل بعض المارة، تمكن والدها من النجاة بأعجوبة، بينما جرفت السيول الطفلة بعيدًا.
لم تتأخر السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية في بدء عمليات البحث، التي استمرت نحو سبع ساعات، بمشاركة عدد من المتطوعين وسكان الحي. وبعد جهود مكثفة، تم العثور على جثة الطفلة في وادي شراعة، بعدما جرفتها السيول لمسافة طويلة.
حزن وغضب في بركان
خيمت أجواء من الحزن والأسى على المدينة فور تأكيد وفاة الطفلة، حيث عبر المواطنون عن صدمتهم العميقة. لكن الحادث لم يكن مجرد فاجعة عابرة، بل تحول إلى قضية رأي عام، حيث انطلقت تساؤلات ملحة حول المسؤولية والإهمال الذي أدى إلى وقوع هذه الكارثة.
أسئلة تطرح نفسها.. من المسؤول؟
هذه الحادثة المؤلمة تفتح الباب أمام العديد من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات واضحة:
1. لماذا كانت البالوعة مفتوحة؟
إذا كانت هذه البالوعة جزءًا من نظام الصرف الصحي، فمن المسؤول عن تركها دون غطاء، مما عرض حياة المارة للخطر؟
2. أين الجهات المختصة؟
هل هناك تقصير من الجهات المفوض لها مراقبة البنية التحتية وصيانتها؟ ولماذا لم يتم اتخاذ تدابير احترازية قبل أو أثناء تساقط الأمطار الغزيرة؟
3. أين دور الشركة المكلفة بالصرف الصحي؟
تتحمل الشركات المفوض لها تدبير هذا القطاع مسؤولية الصيانة الدورية ومراقبة المنشآت، فهل قامت هذه الشركة بواجبها أم أن هناك تهاونًا في تنفيذ مهامها؟
4. ما التدابير التي سيتم اتخاذها لمنع تكرار هذه الحوادث؟
هل سيتم فتح تحقيق جدي لتحديد المسؤوليات واتخاذ إجراءات صارمة لتفادي وقوع مآسٍ مماثلة في المستقبل؟
دعوات للمحاسبة والإصلاح
بعد هذه الفاجعة، ارتفعت أصوات العديد من النشطاء والمواطنين مطالبة بفتح تحقيق معمق حول ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال الذي تسبب في وفاة الطفلة يسرى. كما شددوا على ضرورة إصلاح البنية التحتية وضمان سلامة المارة، خاصة في أوقات الأمطار الغزيرة، حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث المأساوية.
ختامًا.. يبقى السؤال الأهم مطروحًا
هل ستكون هذه الفاجعة دافعًا حقيقيًا لمحاسبة المسؤولين وإصلاح مكامن الخلل في البنية التحتية، أم أنها مجرد مأساة أخرى ستطوى في سجل الإهمال والنسيان؟
إن تكرار مثل هذه الحوادث يعكس خللًا بنيويًا في تدبير المرافق العامة، مما يستدعي تحقيقًا جديًا وإجراءات صارمة لمنع تكرارها. فهل ستتحمل الجهات المعنية مسؤولياتها، أم أن غضب الشارع سيهدأ مع مرور الوقت دون أي تغيير ملموس؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات، لكنها أيضًا فرصة لاختبار مدى التزام المسؤولين بوعودهم في حماية حياة المواطنين وضمان سلامتهم.




