بقلم..محمد الموستني
ما نعرف عن الاميه هو انها الجهل بمبادئ الابجدية وهذا يجرنا الى عدم التمكن و القدرة على الكتابة والقراءة ، فعادة ما يتم تحديد سن الامي في 15 سنة من العمر ويكون محروما من الاستفادة من الوصول الى المعرفة والعلوم وتوظيفها على أرض الواقع ، بحيث لا يعرف كتابة افكاره او قراءة افكار الاخرين المكتوبة وهو يتوفر على افكار شفاهية لا يمكنه كتابها.
وقد نجد هذه الانواع كثيرة في جميع ميادين الحياة في التربية في الصحة في العلاقات الاجتماعية وفي الوعي الديني وتداعياتة الخطيرة على الفرد والمجتمع ، ويسهل في مناحي الحياة العصرية وخاصة في الامية السياسية التي تتلخص في الجهل بالشان العام والقوانين التي بشانها تتحرك دواليب الدولة وصناعة القرار وادوات الصراع السياسي.
ان الامنية السياسية تظهر بشكل جلي وواضح في المجتمعات المتخلفة التي عاشت ردحا طويلا في اجواء التهميش والقمع خاصة قمع الاعلام وحريه الراي و التعبير، فتجعل المواطن معزولا وبعيدا كل البعد عن المشاركة الحقيقية في المجال السياسي بكل مستوياته ، كما ان ضعف حرية الرأي و التعبير تجعل الاعلام اكثر حرصا على ترسيخ الامية السياسية وما دام الاعلام غير قادر على قول الحقيقة ومناقشة الواقع بالشكل المطلوب هنا تصاب الشعوب بالنقص في الوعي ويتفشى الخوف فتشل حركة الفكر وحرية التعبير مما يؤدي الى شل القدرة على انتزاع الحقوق وحماية المصالح وعدم نهج اسلوب النضال بحرية للمشاركة في صنع القرار.
ان الظواهر التاريخية والحقائق العلمية التي نعيشها تسير نحو درب التطور، وانه كل ما اعتبرنا السياسة فقه تطوير الامم كتعريف اكاديمي وتجاوزنا التعريف الكلاسيكي الذي هو ان السياسة هي فن الممكن. ولأن تعلم وادراك الثقافة السياسية ليس في متناول الجميع وغير متاح للكل فان التاثر بالراي العام لا يزال في خدمتة الفئوية السياسيه الحاكمة او القادمة للحكم مستقبلا.
ان امتلاك المجتمع لصحافة قادرة على الموضوعية بايصال الامور بصدق ودون تحيز لاي جهة ما ودون اختزال لصالح النظام السياسي فان المجتمع سيملك وعيا سياسيا مدركا الاعيب السياسة ولن يتمكن فقهاء التبرير وتمرير المواقف والقرارات من ممارسة الكذب والتضليل وفرض الامنية السياسية.
ان من لا يستطيع فهم الواقع السياسي هو الذي يحمل هذه الافة فلا يتمكن من الواقع السياسي الذي يتحكم في المجتمع الذي يعيش فيه وعدم فهم افكاره وتصرفاته واعمال السلطة التي تثير ذلك الواقع المعيش ان كان ما تقوم به نافعا للمجتمع ام نكوصا وتقهقرا وهنا نغيب عن البديهيات السياسية وعدم ادراكها ، هذه البديهيات التي هي متعلقة بحقوق مواطن امام السلطة السياسية فيفقد اهتمامه بالشأن السياسي العام نتيجة عدم فهمه للحقائق الاجتماعية والتاريخية وتطورها فيبقى اسيرا لخطابات الديماغوغية السياسية ويقع تحت تاثير أبطال البراغماتية السياسية فيكون ضحية الدوغمائية من فقر ومرض وتهميش وفساد مالي واداري وتخلف وضعف الروح الوطنية دون تفكير أو مقدرة على النقد البناء والتحليل القويم ، او الانسياق نحو دعوات التطرف الديني والسياسي وهنا يتم تكريس الامية السياسية التي من شأنها أن تنتج لنا افرادا وجماعات بعيدة كل البعد عن تحقيق اهداف في خدمة الصالح العام وانتقال ديمقراطي سليم