زيارة تفقدية رسمية برئاسة الوالي مهيدية إلى الحي الحسني تثير تساؤلات حول تعامل بعض المسؤولين مع الصحافيين.
إذا كانت المشاريع تنجز من المال العام، فمن حق المواطن أن يعرف، ومن واجب الصحافة أن تخبر
شهدت منطقة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، مؤخراً، زيارة تفقدية رسمية ترأسها السيد محمد مهيدية، والي جهة الدار البيضاء سطات، للوقوف على مدى تقدم أشغال تأهيل شارع أفغانستان والأزقة المجاورة له.
وقد رافق السيد الوالي في هذه الزيارة وفد هام ضم السيدة عامل عمالة الحي الحسني
السيد الكاتب العام لعمالة الحي الحسني
السيد باشا الدائرة الحضرية الأولى
رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء
السيدة عمدة الدار البيضاء
رئيس مجلس مقاطعة الحي الحسني
إلى جانب منتخبين و رؤساء المصالح وتقنيين
لكن ما أثار الانتباه خلال هذه الزيارة، هو الانزعاج غير المبرر الذي أبداه بعض المسؤولين من حضور الصحافيين والمصورين الصحافيين، الذين حضروا لتغطية الحدث ونقل تفاصيله للرأي العام المحلي والوطني.
هل الإعلام يزعج؟
المشهد يطرح سؤالاً كبيراً حول نظرة بعض المسؤولين للعمل الصحفي، وهل يُنظر إليه كوسيلة للتشويش أم كأداة للتواصل والتقويم؟
فالزيارة كانت علنية، والمشاريع تنجز من المال العام، والفضاء عمومي… إذن، أين المشكل في أن توثق العدسة ما يجري؟ أو يُنقل الخبر للمواطن؟
الحق في المعلومة واجب وليس امتيازاً
ينص الفصل 27 من الدستور المغربي على أن “ للمواطنات والمواطنين حق الحصول على المعلومات الموجودة في حوزة الإدارة العمومية…”فكيف يُمكن تحقيق ذلك إذا ما وُوجهت الصحافة بالتضييق أو الامتعاض لمجرد قيامها بواجبها؟
إن تواجد الصحافة في مثل هذه الأنشطة الرسمية لا يجب أن يُفهم على أنه تهديد، بل هو ضمان للشفافية، وتقوية للثقة بين المواطن والمسؤول، وتحفيز على تحسين الأداء والتواصل مع الساكنة.
دعوة إلى تغيير العقليات
التنمية لا تقوم فقط بالبنيات التحتية، بل أيضاً بثقافة الانفتاح والمساءلة والتواصل.
وما أحوجنا اليوم إلى مسؤولين يدركون أن الصحافة ليست خصماً، بل طرفاً فاعلاً في التنمية، وصوتاً للمواطن، ومرآة لما يجري على الأرض.
خلاصة:
زيارة الوالي محمد مهيدية كانت فرصة مهمة لتتبع الأشغال ومواكبة الأوراش الكبرى بالمنطقة، لكن بعض السلوكيات المرتبطة بالتضييق على الصحافيين تُضعف صورة المؤسسة وتعطي إشارات سلبية.
وإذا أردنا فعلاً أن نكرّس الشفافية والحكامة، فعلينا أولاً أن نضمن حرية الإعلام واحترام أدواره.
