الرئيسية آراء وأقلام الهدهد الصحفي صاحب البلاغة والتأثير

الهدهد الصحفي صاحب البلاغة والتأثير

IMG 20191009 WA0011.jpg
كتبه كتب في 9 أكتوبر، 2019 - 6:32 مساءً


بقلم الصحفية : أمينة لامة


تفقد نبي الله سليمان الطائر الهدهد ، فتوعده بالعذاب الشديد أو الذبح إن لم يبرر له سبب غيابه الطويل ، فكان جواب الهدهد الطائر كما جاء في الآية الكريمة من سورة النمل : 《… فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين》خبر في منتهى البلاغة والحكمة مع الدقة والاختصار ، طائر صحفي بامتياز جاء كلامه وكأنه ترك للصحافة عبر التاريخ وبلغهم أنهم هم أهل الثقة للناس والمجتمعات والأمم ، علمهم درسا منذ الأزل أن الخبر يجب أن يحيط بكل جوانبه الصدق والمصداقية وأن يكون نبأ يقينا مختصرا به عنصر التأثير مع التشويق ، وحتى إن تقصى المتلقي الحقيقة وجد الخبر أو المقال أو التصوير موثوقا فيه وفي صاحبه يزيح عنه إتكت الكذب والتلفيق والتضليل والخطأ ، وقد جاء هذا في قوله تعالى على لسان نبي الله سليمان عندما أخبره الطائر الهدد عن سبب غيابه《قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين …》بعد هذا المشهد القرآني العظيم نجد أنه لزاما علينا ان نقف وقفة تأمل وننظر بمنظار كيف يجب أن يكون قلم الصحفي الكاتب ، وكاميرا الصحفي المصور ، وإعلام الصحفي الذي يظهر على الشاشة ؟ ، علما ان كل هذه المهام السالفة الذكر تبدأ بتدوينة من قلم ، وقد أعجبني كثيرا ماقاله الصحفي المصور فارس خليفة ، حين صنف أنواع أقلام الصحافة ، فقال : هناك قلم يحرر ، وقلم يغرر ، وقلم يبرر ، وقلم يحاول أن يمرر ، وهناك قلم أجير ، وقلم أسير ، وقلم أمير ، وأيضا هناك قلم يستفز ، وثاني يفزع ، وآخر يعزف ، وآخر مدهش ، وثاني ينعش ، وقلم قاهر ، وآخر طاهر ، إلى أن يصل بقوله : فلنكن أقلاما نيرة تضيء عتمة المهموم ، وتضمد جرحه المكلوم وترسم البسمة على ملامح المحزون ، فلننظر إذن أي قلم نحن هل قلمنا وهبناه للمقال والخبر اليقين ، مساهمة منا في التغيير والنهوض بالمجتمعات من الأزمات والصدمات التي يمر بها ومنها ، خاصة وأننا نعلم أن الصحافة تملك مالايملكه غيرها من المجالات الأخرى من السلطة والتأثير القوي على النفوس والعقول ، فالصحفي والصحفية والإعلامي هم بمثابة طبيب معالج ، وأب عطوف ، وأم حنون ، وصيدلي مرشد ، وشرطي مؤتمن ، ومعلم موجه ، وشيخ حكيم ، وملك عادل ، فلننظر من نحن أهل الصحافة وسط هؤلاء .
شخصيا اخترت ان أكون ذلك الطائر الهدهد الذي جاء بالنبإ اليقين البليغ الحكيم المختصر ، الهدهد الصحفي صاحب البلاغة والتأثير ، الطائر الهدهد الذي بخبره الصادق نجى نفسه من العذاب والذبح ، بخبره اليقين حقن دماء أمة بأكملها .

مشاركة