الرئيسية أخبار وطنية الموت البطيء في الدريوش… أطفال في قبضة المخدرات وصمت رسمي يثير الغضب!

الموت البطيء في الدريوش… أطفال في قبضة المخدرات وصمت رسمي يثير الغضب!

IMG 1991
كتبه كتب في 14 أبريل، 2025 - 2:04 مساءً

صوت العدالة : محمد زريوح

في ظل تصاعد مظاهر الإدمان وتفشي المخدرات بين أوساط الشباب والمراهقين بإقليم الدريوش، أطلق الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان نداءً عاجلاً للدفاع عن الحق في الصحة والحياة والكرامة الإنسانية، محذراً من كارثة اجتماعية وصحية تنذر بعواقب وخيمة إذا استمر الوضع على حاله. التحرك الحقوقي جاء تفاعلاً مع حملة رقمية واسعة قادها نشطاء محليون دقّوا ناقوس الخطر بشأن ما وصفوه بـ”الانتشار المقلق” للمواد المخدرة في عدد من مناطق الإقليم.

وفي بيان توصلت به صوت العدالة، أكدت الجمعية أنها توصلت بعدد كبير من الشهادات الموثقة التي أدلى بها مواطنون ومواطنات يعيشون تحت وطأة معاناة يومية، بسبب إدمان أبنائهم على المخدرات، في ظل غياب أي تدخل رسمي فعّال. وأوضحت أن هذه النداءات المتكررة تعكس حجم الأزمة الاجتماعية التي أصبح يعيشها الإقليم، حيث تحوّلت عدة بلدات إلى بؤر مفتوحة لنشاط شبكات الاتجار في المخدرات والمواد السامة.

ووفقاً لما جاء في البيان، فإن الجمعية اطّلعت أيضاً على مراسلات ونداءات وُجّهت مباشرة إلى السلطات الرسمية، دون أن يقابلها أي تجاوب ملموس، مما زاد من حالة الإحباط واليأس وسط الأسر المتضررة. وأشارت الجمعية إلى أن الوضع القائم لا يهدد فقط الشباب المدمنين، بل يمتد ليطال النسيج الأسري والاجتماعي ككل، في ظل انعدام مراكز الدعم والتأهيل والعلاج داخل الإقليم.

كما عبّرت الجمعية عن قلقها البالغ من استهداف فئات عمرية حساسة من طرف مروجي المخدرات، بما في ذلك الأطفال والمراهقين، خصوصاً عبر مواد خطيرة مثل الكوكايين والأقراص المهلوسة. ووصفت الوضع بالكارثي، محملةً المسؤولية للسياسات العمومية “العاجزة” عن توفير بيئة آمنة ومحفزة للشباب، سواء من حيث التعليم أو التشغيل أو خدمات الرعاية الصحية والنفسية.

وفي هذا الصدد، طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفتح تحقيق قضائي مستقل لتحديد الجهات المتورطة في تغذية هذه السوق السوداء داخل الإقليم، داعية إلى ترتيب المسؤوليات ومحاسبة كل من ثبت تورطه في هذا الملف الشائك، سواء من الفاعلين المحليين أو من خارجه، وذلك بهدف استرجاع ثقة المواطن في مؤسسات الدولة.

وختمت الجمعية بيانها بالدعوة إلى إطلاق برامج وقائية عاجلة، تهمّ المدارس والأحياء الهشة، وتركّز على التوعية بمخاطر الإدمان، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين. كما شددت على ضرورة إنشاء مركز متخصص لعلاج الإدمان بإقليم الدريوش، يقدّم خدمات مجانية ومتكاملة تحفظ كرامة المستفيدين، وتفتح أمامهم أفقاً جديداً نحو التعافي والاندماج السليم في المجتمع.

مشاركة