الرئيسية أحداث المجتمع المقاطعة سلوك حضاري رائد ووصفة ناجعة لعلاج وفضح خروقات أصحاب الأخدود

المقاطعة سلوك حضاري رائد ووصفة ناجعة لعلاج وفضح خروقات أصحاب الأخدود

كتبه كتب في 3 يونيو، 2018 - 1:22 صباحًا

د. عبد اللطيف سيفيا

بقية الحديث…إنه لواقع مؤلم حقا …وما خفي كان أعظم …ولكن باتباع وصفة ناجعة مستنبطة من حكمة ينادي بها مثل مغربي شائع وثابت المفعول حسب ما أكدته مواقف حازمة للشعب المغربي من خلال حملة المقاطعة الأخيرة التي أيقظت الضمائر الحية باتباع مضمون المثل القائل “اهبش تجبد حنش” وتفعيل مقتضياته حرفا وكلمة وجملة ،سنتمكن فعلا من الوصول إلى العديد من الخروقات والتجاوزات السافرة التي لم تكن في الحسبان،لينفضح كل شيء وتوضع نقاط الفساد على رؤوس المفسدين الفعليين كعلامات تدل على خيانتهم للأمانة “سيماهم على وجوههم”من كثرة الفساد الذي عاثوا به في البلاد التي نهبوا خيراتها و قهروا العباد ، فسادت الفتنة بين الأهل والأحباب والنقابات و الأحزاب والهيآت المختلفة الممثلة للمجتمع المدني وغيره ،وتسببوا في الفوضى العارمة ، وأضرموا النار في الأسعار واختلقوا لذلك الأكاذيب والأسباب . فزاد الاحتقان واختلفت الآراء وتضاربت المصالح ، لتسقط وبالا من الشر على رؤوس المستضعفين من المواطنين الذين مورست عليهم سياسات الضغط والقهر والاستعباد ، ممن نصبوهم عن طواعية على أمورهم ، ليتحكموا في رقابهم ويسوقوهم إلى الذل والهاوية…فاستفاق الشعب على وقع القضية الفاضحة ، ليشتموا فيها رائحة الغدر والخيانة ، يا ليتها لم تكن القضية القاضية ، ففطن المواطنون إلى أن مؤسساتهم كانت زيفا ولاغية ،مجرد وهم يروج لآمال واهية ، تحت قبة برلمان تبين أنه مجرد اسطبل يتعالى فيه الشخير والنخير والنهيق والنعيق أو حسب قول الشارع “بغلمان وبار لمان” ومسرحا لتدويخ الأذهان… وحكومة وقورة ومبجلة وصفت بالبكماء والكتومة ، نظرا لالتزامها الصمت المطبق تجاه العديد من الخروقات التي ملأت أرجاء البلاد وأثقلت كاهل العباد ونهبت ما تيسر من خيرات عمومية واستفحلت في نشر الفساد الذي اجتاح الأرض والسماء باستغلال النفوذ بالترهيب والوعد والوعيد والوعود وشاهد ومشهود والوعود الجوفاء.
لقد انفضح أمر أصحاب الأخدود الذين هوت أمهم في قعر الطمع والجحود ، ليجدوا أنفسهم على نار شديدة اللهب هم عليها قعود …فهذا ينهب ويتسلط بلا سبب ، ففاق في ذلك كلا من أبي لهب وامرأته حمالة الحطب، وذاك يستهتر بأمر العباد ويمارس عليه كل أنواع التهديد والترهيب والعذاب، وآخر يصفه بالقطيع والمدواخ المخبول والخائن للوطن، وغيرهم يجعل من فقرهم صفة للاستهزاء وشربهم للشاي الذي يذكرنا بما قيل قديما أنه أصل لانتشار القمل ، بينما خرج الضالون المكذبون أمام العلن ينتشون باحتسائهم للحليب ، الذي تبين أنه ليس بحليب حليب ، بقدر ما هة تهلكة للشعب الحبيب ، وضحك على الذقون وتجاوز في التهكم من إرادة الشعب في المقاطعة المشروعة التي رفع لها العالم الغريب القبعة ، قبعة الاحترام والفخر والإعجاب ، واعترف بها كسلوك حضاري رائد وفريد…وللحديث بقية.

 

 

 

 

 

 

 

مشاركة