الرئيسية روبورتاج الكرة تقود فريق أطفال ليبي في رحلة شاقة إلى المغرب

الكرة تقود فريق أطفال ليبي في رحلة شاقة إلى المغرب

IMG 20180726 WA0052.jpg
كتبه كتب في 26 يوليو، 2018 - 3:17 مساءً

 

رشيد أنوار / صوت العدالة
مباراة في كرة القدم خلال دوري ، تظهر للعديد من المشاهدين شيئ عادي ، حيث تتم مراقبة تحركات اللاعبين و طريقة لعبهم ، وترصد خطط المدربين و حنكتهم، خلال حصة محصورة في دقائق معدودة تنتهي بصافرة ، ليتم تفريق الجمع و تدوين النتيجة ، وحسم الرابح من الخاسر .
حاولنا في هاذا الربورطاج تقريب القراء من الأجواء التى تسبق هاته الأحداث التى تبدو بسيطة وذلك من خلال تتبع خطوات فريق مدرسة الشبل الرياضي من طرابلس بليبيا .
فريق يخرج من أنقاض الثورة .
رأت مدرسة الشبل الرياضي النور سنة 2015 أي ثلاث سنوات بعد إسقاط نظام العقيد معمر القدافي ، و يتواجد مقرها بمدينة طرابلس ، تضم 120 متدربا من فئات صغرى و متوسطة ، هدفها البحث عن المواهب الكروية ، و تعليمها أساسات كرة القدم و ادماجهما في فرق محلية و دولية .

IMG 20180726 WA0026
دعوة للمشاركة بدوري مولاي الحسن الدولي من تنظيم جمعية التفاؤل بالمغرب .
لم تكن دعوة الفريق للمشاركة بدوري مولاي الحسن مدينة أكادير المغربية ، بالشيئ الغريب على الفريق ، فقد سبق له المشاركة بدوريات كروية بالجزائر و تونس ، إلا أن للمغرب خصوصية كبرى ، حيث يوجد مقر السفارة المغربية بتونس ، مما جعل الطاقم الإداري للفريق يجرى اتصالات مراطونية ، و يقوم برحلات شبه يومية من ليبيا إلى تونس قصد استخلاص تأشيرات السفر ، إجراءات معقدة ، أسفرت عن الحصول على التأشيرات يومين فقط من موعد انطلاق المنافسات بعد ضغط رهيب من منظمي الدوري و كذا الطاقم الإداري للفريق الليبي .
بداية الرحلة  .
انطلق الفريق الذي يضم مدربين وشخصين من الطاقم الإداري ، و خمسة عشرة طفلا من مواليد 1995 من طرابلس على متن حافلة ، في رحلة برية دامت 18 ساعة متواصلة ،في اتجاه دولة تونس ،ليتم استكمال الترتيبات الإدارية و الحصول على تذاكر السفر ، بعد يوم كامل بتونس .

IMG 20180726 WA0028
الرحلة إلى المغرب و انقسام الفريق .
تم تأمين الرحلة من تونس في اتجاه مدينة الدار البيضاء المغربية ، في شطرين ، الشطر الأول ضم 15 طفلا رفقة مدرب و إداري ، وصلو على الساعة الثانية والنصف زوالا ، إلا أن تأخر في الخطوط التونسية جعل المجموعة الأخرى تلتحق متأخرة بثلاث ساعات عن الموعد المحدد ، حيث وصلت في حدود الساعة الحادية عشر و النصف ليلا .
الرحلة من البيضاء في اتجاه أكادير .
انطلقت الرحلة من البيضاء في اتجاه مدينة أكادير منتصف الليل ، إعياء و إرهاق كبير يظهر على الفريق ، إلا أن عزيمة التحمل و الإصرار كانت دافعا قويا للاستمرار ،
انطلاق المنافسات .
بعد ساعة و نصف من النوم ، داخل المركز المخصص لاستقبال الفريق الليبي بأكادير، انتقل الفريق إلى أرضية ملعب سيدين بلخير ، للتنافس على كأس دوري ولي العهد المولي الحسن ، القرعة وضعتهم في المقابلة الافتتاحية رفقة مدارس كروية متميزة ، وخاض الفريق ثلاث لقاءات ، خسرها بسبب الارهاق و التشنجات العضلية ، مما جعلهم يقدمون لقاءا قويا في اليوم الثاني و عادو بفوز مهم .
من فريق لكرة القدم إلى سفراء لليبيا.
أعطى الفريق انطباعا كبيرا على الشعب الليبي ، بالنظام الكبير لأفراده ، و كذا بعض اللقطات التى جعلت الفرق و المتتبعين يندهشون خصوصا ، عندما تم عزف النشيد الوطني الليبي الذي و ترديده بعفوية كبيرة شدت الحاضرين ، خصوصا لكونه يعزف اول مرة على الملاعب الرياضية بفضل عزيمة هذا الفريق الذي يعد أول فريق ليبي يحل بالمغرب ، بعد الثورة بعدما عجز عن ذلك المنتخب و فرق كبيرة محلية بسبب الصراعات السياسية و الظرفية الأمنية .
كما كان للباس التقليدي الطرابلسي حضور في المنافسات إضافة إلى رقصات محلية .
الكرة في خدمة السياحة .
على طول الرحلة تكلف الطاقم الإداري للفريق بثوتيق كل خطوة بالمباشر على صفحات التواصل الاجتماعي ، خصوصا بكون المدير التقني للمدرسة مصعب الشبل  إعلامي بارز في التلفزيون  الليبي من خلال تقديمه برنامج رياضي دائع الصيط، زار فيها الفريق مجموعة من المناطق السياحية كشاطئ المدينة ،و قلعة أكادير أوفلا …


IMG 20180726 WA0026
استقبال الفريق من طرف فعاليات ليبية بالمغرب .
رغم ضيق الوقت لقي الفريق الليبي تعاطفا كبيرا من طرف الفعاليات الاقتصادية و الاجتماعية الليبية بالمغرب ، حيث تهافتوا على دعم الفريق معنويا اما لحظة الوصول إلى المطار أو داخل مقر اقامتهم بأكادير ، كما تم استقبالهم في حفل عشاء في طريق العودة بالبيضاء .
طرائف من داخل أجواء الفريق .
لم تخلو الرحلة من طرائف ، حيث تم توثيق ذلك من خلال مقاطع فيديو و صورة للذكرى ، هم معظمها الإعياء و طرق النوم لكل فرد داخل الحافلة ، وكذا الخوف الذي تملك بعض العناصر التى تقل الطائرة اول مرة ، زيادة على كلمات مغربية تطلب تعلمها أكثر من ثلاثة أيام “جوج” “تسعود”  وكلمات لها دلالات أصبحت تستعمل ككلمات مفاتيح داخل الفريق تأرخ لحادث مضحك “الشحمة” و رقصة الريكي”.
زيادة على احتفال بعيد ميلاد أحد أعضاء الفريق ، نتج عنه تلطيخ وجهه بالكامل بالحلوى.
الفوز الأكبر .

رحلة طويلة وشاقة ربح من خلالها الفريق الليبي تجربة أخرى ، من الاحتكاك بمدارس كروية بالمغرب ، إضافة إلى الانفتاح على علاقات اجتماعية ، بعدما تبادل الفريق الليبي التحيات و شعارات الترحيب بطريقة عفوية مع كل المدارس الحاضرة ، إضافة إلى اكتشاف مناطق سياحية ، وعادات غذائية و ثقافية مغايرة .

مشاركة