الرئيسية آراء وأقلام الصحة النفسية للأطفال في المخيمات البعد الغائب في تدابير الأمن والسلامة

الصحة النفسية للأطفال في المخيمات البعد الغائب في تدابير الأمن والسلامة

IMG 20190731 WA0007.jpg
كتبه كتب في 31 يوليو، 2019 - 11:06 صباحًا


بقلم: محمد ناعم

كثيرا ما نتحدث عن تدابير الأمن والسلامة في المخيمات، والتي نعني بها الإجراءات الوقائية التي يتم اتخاذها للمحافظة علي حياة الأطفال، ولمنع تعرضهم للإصابة والإيذاء، إلا اننا نحصرها في تدابير ضمان أمن وسلامة الأطفال الجسدية، ونقوم بتغييب تدابير أمن وسلامة صحتهم النفسية، هذا الجانب الذي نعتبره أساسيا ويجب أن يحظى بأولوية في كل تدابير الأمن والسلامة في المخيم، وبأن يكون اهتمام المنشط (ة) التربوي(ة) بالصحة النفسية للأطفال على نفس مستوى وقدر اهتمامه بصحتهم الجسدية، نظرا لأهميتها في حياتهم الخاصة والعامة.

والعناية بالأطفال والاهتمام بصحتهم النفسية إلى جانب صحتهم الجسدية، يصبح واجبا من واجبات المنشط (ة) التربوي(ة) بمجرد أن يكلف أو يعهد إليه برعاية فريق من الأطفال في المخيم، لكونه سيلازمهم طيلة المرحلة التخييمية، وسيكون بديل الأسرة فيها، الأمر الذي يدفعه إلى اتخاذ مجموعة من التدابير تخص جوانب العناية بهم ورعايتهم، وفي مقدمتها الحرص على ضمان صحتهم النفسية ، وعدم المساس بها، والسعي نحو تحقيق التوافق والانسجام والتكامل بين خصائص شخصيات الأطفال، في جوانبها العقلية والانفعالية والاجتماعية، تمكنهم من استثمار طاقاتهم المختلفة على أفضل حال وبطرق تربوية تنسجم مع الحياة اليومية في المخيم .

وبالرغم أن الصحة النفسية للأطفال بالنسبة للمنشط (ة) هي مجرد تكوين فرضي، بمعنى انه لا يراها، ولا يلاحظها ملاحظة مباشرة، لكنه يفترض وجودها. إلا أن الرصد اليومي لمؤشرات السلوكيات الصادرة عن الأطفال في الأنشطة المختلفة للمخيم، وفي فترات الراحة والتجمعات، وأثناء الأكل وغيرها، تمكنه من ملاحظتها وقياسها بصورة من الصور المختلفة.

عندما يتعرض الطفل في المخيم لأزمة أو لضغوط نفسية، أو لشكل من أشكال الإيذاء أو السخرية أو التمييز أو التهميش أو الإقصاء، أو عند مقارنته بغيره، فهذا قد يترتب عليه إصابته بصعوبة من الصعوبات التي يمكن أن تضر بصحته النفسية، وقد تمتد انعكاساتها وأثرها إلى صحته الجسدية، وعلاقاته الاجتماعية في المخيم. لذلك يعد الاهتمام بالصحة النفسية من طرف المنشط (ة) التربوي(ة) في المخيمات هدفاً تربويا، وإجراء تدبيريا مهما في إرساء حالة دائمة ـ نسبيا ـ من توافق وانسجام الطفل مع ذاته، ومع بيئة المخيم، ومع الأطفال، ومع كل المتعاملين معه بشكل مباشر وغير مباشر، يساعد الطفل كذلك على الشعور بالسعادة، وبالود، والاحترام، والمحبة، والسلام، والإستمتاع بقضاء مرحلة تخييمية ماتعة، مفيدة له: بخبراتها، ومهاراتها، وبالعلاقات التي نسجها مع الآخرين.

ويطرح السؤال : كيف يمكن للمنشط (ة) التربوي(ة) أن يحافظ على الصحة النفسية للأطفال في المخيم؟
الجواب ببساطة أن يُسخّر المنشط (ة) التربوي(ة) جهوده الذاتية واستثمار توجيه ودعم الطاقم التربوي له في المخيم على القيام بما يلي:
ـ تلبية حاجيات الأطفال؛
ـ قبولهم كما هم؛
ـ إظهار الاحترام لهم؛
ـ إشعارهم بالأمان؛
ـ عد م التمييز بينهم أو حرمانهم حقا من حقوقهم؛
ـ اختيار الأنشطة التي تتناسب مع قدراتهم؛
ـ الثقة بهم ؛
ـ ضمان حرية التعبير لهم بكل الوسائل المتاحة في المخيم؛
ـ تمتيعهم بأعلى درجات الإنصاف وتكافؤ الفرص.

مشاركة