يواصل السجن المحلي بالجديدة تعزيز مكانته كإحدى المؤسسات السجنية التي تسعى إلى تجسيد الرؤية الإصلاحية للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات الرامية إلى صون كرامة النزلاء وتوفير الظروف الملائمة لإعادة إدماجهم في المجتمع.
فالمؤسسة لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل جعلت من التأهيل التربوي والمهني ركيزة أساسية في برامجها اليومية. حيث يستفيد النزلاء من ورشات تكوين في مجالات متعددة مثل الخياطة، النجارة، الإعلاميات، وفنون الطبخ، إلى جانب أنشطة ثقافية وفنية تتيح لهم إبراز مواهبهم وصقل قدراتهم.
كما تولي إدارة السجن اهتماماً خاصاً بالجانب الصحي والاجتماعي، من خلال توفير الخدمات الطبية الأساسية وتتبع الحالات المرضية، إضافة إلى مواكبة نفسية تهدف إلى التخفيف من الضغوط النفسية التي قد يعاني منها بعض النزلاء.
وعلى مستوى التربية، يحظى النزلاء بفرص متابعة دراستهم داخل المؤسسة، سواء في المستويات الابتدائية أو الثانوية أو الجامعية، بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والجامعات المغربية، وهو ما مكن عدداً منهم من اجتياز الامتحانات بنجاح وتحقيق نتائج مشرفة.
هذه الجهود تعكس إرادة حقيقية في جعل السجن المحلي بالجديدة فضاءً للإصلاح والاندماج، بدل أن يكون مجرد مكان لتنفيذ العقوبة. وهو ما يترجم التوجه الوطني نحو مقاربة إنسانية حديثة في تدبير المؤسسات السجنية، قوامها الكرامة، التكوين، والإدماج.

