الدخول المدرسي الجديد في زمن كورونا..

نشر في: آخر تحديث:

بقلم : ذ. علي الذهبي

صوت العدالة


كان لجائحة كورونا من القوة أن أجبرت العالم على مجموعة من المتغيرات شملت مختلف الميادين، الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ، وفرضت هذه الجائحة طرقا تعليمية جديدة، حيث شكل التعليم عن بعد ظاهرة تعليمية نجمت عن وجود هذه الجائحة.
و تطبيق التعليم عن بعد كان “مفاجئا” لأولياء الأمور لما له من سلبيات على مستوى التربوي للتلاميذ، الذين يعتبرون هم الفئة المستهدفة في عملية التعليم والتربية.
ها نحنُ هذه الأيام في بداية موسم دراسِيٍّ جديدٍ موسم القراءة والتعلم موسم تفتح فيه المدارسُ أبوابها فتنفتح معها الآمال والتحديات والمشكلات في كل أسرة، ويتغير إيقاع الحياة في أكثر البيوت، فبداية الدراسة معناها أن وقت اللعب قد ولى، وجاء وقت الجد والاجتهاد.
فعلى الآباء والأمهات والأولياء استشعار أهمية التربية والتعليم في حياة أبنائهم وبناتهم.فمهمتهم ليست منحصرةً فقط في توفير الكساء والغذاء وشراء مُستلزماتِ الدراسةِ ولكن مهمتهم الكبرى ومسئوليتهم العظمى؛ هي حسن تربية أبنائهم وتوجيههم وإرشادهم.فرعاية شؤون الأولاد وتعليمهم وتهذيبهم أمانةٌ فِي أعناقِ الجميع الآباء والأمهات ،والمدرسين والمربين وكل المسئولين ، وأيّ ضَربٍ مِن التهاوُن والتقاعُس ، في أداء هذه الأمانة ، فإنّه لون من ألوان الخيانةِ، والله عزّ وجلّ يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”فما أعظمَ هذه الأمانة، وما أخطَرَ التفريطَ فيها، لا سيّما في هذا الوقت ، حيث التحدّيات الخطِيرَة ، والمتغيِّرات المتسارِعة ، والأزَمات المتتابِعة .قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:” إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ” وقال في حديث آخر:” ما من راعٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة”.. إنها الأمانة التي عُرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، إنه كان ظلوماً جهولاً.
والسؤال الذي يمكننا طرحه ماذا عن التربية؟
فمع ارتفاع حالات كورونا لم يتحدد لها موعد زمني بعد ، فإن طالت مدتها ، فإننا سنجد أن التعليم عن بعد بدأ يأخذ مساحة أكبر من مرحلة ما قبل الجائحة، فأين ستكون مهمة التربية في عملية التعليم والتعلم؟


لا شك إن المدرسة ببعدها المكاني وبرسالتها، تأخذ حيزا تربويا كبيرا في حياة الأبناء، فهي المكان الذي يتلقى فيه الطفل مع أقرانه التربية والتعليم إضافة إلى تعامل الطفل مع المعلم كمصدر للمعلومة
وبالنظر إلى عدد الساعات التي يقضيها الطفل سنويا في المدرسة، وقد تصل إلى ألف ساعة سنويا وهذا الرقم قد لا يكون متاحا لأي مكان آخر، لذا فمن الطبيعي أن تكون المدرسة عاملا مؤثرا في حياة الطفل، ففيها يتعلم كيف يكوّن الصداقات، وكيف يتعامل مع المعلمين والأساتذة ، وكيف يتحكم برغبته في التعليم، وفيها يتعلم كيف يكون منقادا للقانون الداخلي للمؤسسة فيضبط حركته العشوائية، وفيها يتعلم كيف ينمي هذه القدرات.
جميع ما سبق ذكره غير متاح في المنزل، فلو سلمنا بأن التعليم عن بعد هو البديل المنطقي للتعليم العام، فأين التربية؟
هذا سؤال اترك المختصون بمهمة التربية من أباء ومعلمين وأساتذة وعلماء الإجابة عنه والله ولي التوفيق

اقرأ أيضاً: