التقدم والإشتراكية يكشر عن أنيابه في محاولة للرجوع الى المشهد السياسي المغربي

نشر في: آخر تحديث:

بقلم: عبد السلام اسريفي/ رئيس التحرير

بعد تراجع شعبية حزب التقدم والاشتراكية بسبب فشل مجموعة من وزائه في تدبير قطاعات مختلفة،وموجة الغضب التي كادت أن تنهي أغلبية بنعبد الله داخل اللجنة المركزية،اختار الكتاب مناسبة تخفيف إجراءات الحجر الصحي بمنطقة 1 ،وتمديدها بمنطقة 2،ليكشر عن أنيابه،ويضرب بقوة في قرارات الحكومة،بل يشكك حتى في مصداقيتها وكفاءتها وقدرتها على التعامل مع الأزمة.

حيث عبر في بلاغه الأخير عن استغرابه للطريقة التي اعتمدتها الحكومة في إعلان القرارات المذكورة، مؤكدا ،أنه كان الأجدر بحسب نص البلاغ،” تحضير الرأي العام منذ أسابيع لتقبلها على أساس الإقرار بنضجه ومسؤوليته، وهو ما نادى إليه الحزب من خلال جميع بلاغات هيئاته وتصريحات قيادته، وذلك بهدف الانخراط الواسع والالتزام المُوَاطِن بها من قِبَل كافة فئات شعبنا وإنجاح رهان الخروج التدريجي من الحجر الصحي بنفس قَــدْرِ النجاح الذي مَــيَّــزَ الدخول فيه”.

داعيا في السياق ذاته الى فتح نقاش عمومي تُــساهم فيه الحكومة والبرلمان ومختلف القوى الحية الوطنية، على أساس احتضان الإعلام لهذا النقاش. وسيتيح ذلك الالتفافَ الواعي والمسؤول المبني على الثقة والالتزام المُواطِن والانخراط الإيجابي لكافة المغربيات والمغاربة حول هذه القرارات، وبشكل أساسي حول تدابير مواجهة الصعوبات الحالية والمستقبلية المؤكدة.

خروج حزب الكتاب في هذا الوقت بالضبط،اعتبرته بعض الجهات،محاولة لإثارة نقاش في الوقت الميت،واستدراج حزب العدالة والتنمية الى ملعب المعارضة ،والتشكيك في قدرته على تدبير المرحلة،أمام تزايد مطالب قطاعية بسبب التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد.

كما اعتبر بعض العارفين بالشأن السياسي المغربي،أن تراجع أسهم حزب التقدم والاشتراكية،والكسل الذي أبان عنه بعض الرفاق في قطاعات مختلفة،حتم على الأمانة العامة،القفز على مخطط الأغلبية،واستلطاف بعض أحزاب المعارضة للرجوع الى المشهد السياسي من باب الأزمة،أو ما يسمى في علم السياسة،بتسييس الأزمة لتقوية المواقع،مع التركيز على موقفه من القانون المالي التعديلي كآلية للضغط على الحكومة،والبحث عن موقع داخل المعارضة الحالية،حتى ولو كان ذلك على حساب قرارات سابقة للجنة الإدارية،وهذا برره المهتمون بمحاولة تدارك العطب الذي تسببت فيه مجموعة من الهزات التي ضربت أساسات الحزب،أخطرها إعفاء الأمين العام من المسؤولية ومجموعة أخرى تعتبر بوصلة الكتاب في زمن التردي السياسي المغربي.

والسؤال العالق منذ خروج حزب علي يعتة من الحكومة،هو ،ما موقع أصدقاء بنعبد الله داخل المشهد السياسي المغربي الحالي؟ هل سيلتحق الكتاب بالجرار في انتخابات 2021 رغم اختلاف في التصورات والمناهج؟ أم سيختار بنعبد الله حلفاء آخرون سيختارهم هذه المرة بدقة كبيرة، خاصة وأن فكرة رجوع الكتلة الديمقراطية أصبحت متداولة مؤخرا ،رغم أن لشكر لم يحدد بعد وجهته المقبلة،في ظل وجود لا استقرار داخل حزب الاتحاد الاشتراكي.

على كل،كل الاحتمالات تبقى واردة،ويبقى حزب الكتاب في وسط الطريق،لا هو عمر طويلا في زواجه مع العدالة والتنمية ولا هو معادلة مقبولة داخل البرلمان المغربي،ما سيجعله يخرق القاعدة من جديد،ويبحث له عن شريك آخر،أكيد لن يكون العدالة والتنمية ولا الاستقلال.

اقرأ أيضاً: