عبد الكريم زهرات/ صوت العدالة
بعد فرض الحجر الصحي بالمغرب، بدأت ظاهرة الانتحار تقلق، نظرا لتزايد حالاتها. فلقد ذكرت شبكة سكاي نيوز الاخبارية اعتمادا على مانشرته وسائل الإعلام المغربية أن ضحايا الانتحار بالمغرب تجاوز عدد ضحايا كورونا،حيث بلغ عدد المنتحرين 301 شخصا.
وتتوزع هذه الحالات حسب جهات المملكة، حيث احتلت جهة طنجة تطوان الحسيمة المرتبة الأولى ب 103 منتحرا، تلتها جهة الدار البيضاء سطات ب 44 ، ثم جهة سوس ماسة ب 28 ، ثم جهة بني ملال خنيفرة ب 27 ، ثم جهة مراكش أسفي ب 26 ، ثم جهة فاس مكناس ب 23 ، ثم الجهة الشرقية ب 12، ثم جهة درعة تافيلات ب 10 ، بينما سجلت كل من جهة العيون الساقية الحمراء وجهة كلميم واد نون 4 حالات انتحار، وفي الاخير جهة الداخلة وادي الذهب ب 3 حالات انتحار.
واحتل شهر ماي المرتبة الأولى من هذه الحالات ب 57 منتحرا، يليه شهر أبريل ب 53 ، ثم شهر فبراير ب 51، ثم شهر يناير ب 43، ثم شهر يونيو ب 41، ثم شهر مارس ب 29 ، بينما شهد شهر يوليوز الجاري وإلى غاية يوم الخميس الماضي 27 حالة انتحار.
وتتوزع هذه الحالات حسب الجنس، حيث بلغ عدد الذكور الذين أقدموا على الانتحار حوالي 231 منتحرا، بينما لم ينتجاوز عدد الإناث 70 منتحرة. من بينهم 31 طفلا قاصرا، بينما كان أصغر منتحر بالحسيمة لا يتجاوز عمره 8 سنوات. و 16 طالبا و 12 أستاذا و 9 أشخاص ينتمون للقوات الأمنية والسلطات المحلية.
واختلفت وسائل الانتحار ما بين الشنق والارتماء من الأعلى وتناول مواد سامة، والارتماء أمام القطار او استعمال الات حادة او نارية.
وفي حديثها عن الأسباب أشارت سكاي نيوز في لقائها الذي أجرته مع عبد العالي حامي الدين رئيس لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين، إلى قلق هذا الأخير من هذه الأرقام مؤكدا على ضرورة الإسراع في تقصي الأسباب العميقة لهذه الظاهرة، كما لم ينف المخلفات النفسية الناتجة عن فيروس كورونا وإجراءات الحجر الصحي.
وقد أشار الدكتور أحمد الحمداوي، أستاذ جامعي مختص في التحليل النفسي، أن أسباب ظاهرة الانتحار بالمغرب تتنوع ما بين الأسباب النفسية بالدرجة الأولى، إضافة إلى أسباب اجتماعية واقتصادية، مشيرا إلى هشاشة بنية الصحة النفسية بالمغرب، رغم تأكيد منظمة الصحة العالمية انه لافرق بين الصحة الجسدية والصحة النفسية وأن ما هو نفسي قد يؤدي إلى مضاعفات جسدية والعكس صحيح. كما أشار الحمداوي إلى أن فرض الحجر الصحي كان عاملا من العوامل التي ساهمت في ارتفاع الأعراض والتوترات النفسية مما ادى إلى تدهور الحالة النفسية لبعض المغاربة.