بقلم الصحفية : أمينة لامة
بتحفظ شديد وبحث عن عبارة أرقى تعطي الأغنية الغيوانية حقها ومستحقها نسطر وبالخط الأحمر على كلمة ظاهرة الأغنية الغيوانية فكما هو معروف كلمة ظاهرة تعني فترة ويزول الشيء او الفعل وهذا مانحاول جاهدين لتصحيحه وتغييره لأن الاغنية الغيوانية أعتى من ان تكون سحابة فتزول والتاريخ الغيواني خير شاهد ومسجل لذلك وعليه.
ونجد اغلبية الجمهور متفق وهذا إن لم نقل بل جميع الجمهور متفق على أن الأغنية الغيوانية جمعت كل جميل من خلال رصيد ليس بالهين من حيث التنوع والإبداع والإبتكار تراثا ومسرحا وغناء وفنونا تشكيلية أدبية شعرية وتربوية ولاننسى بصمتها الرائعة الكبيرة بل المتميزة في الفن الكناوي والآلات التي تصاحب هذا اللون من الغناء والأغنية الغيوانية لم تترك أي مجال إلا وتوغلت فيه وزادته قيمة وعطاء ووزنا فالقصائد الشعرية بالاغنية الغيوانية لم تخل من معان وألغاز وحكم تصب في لب التراث المغربي العريق الأصيل والأمثل في هذا الصدد لا حصر لها بحيث استطاعة أن تخلق لها إطارا وحيزا ثقافيا فريدا مهما داع صيته كل آفاق العالم بل أعمق من ذلك نجد أن المثقف المغربي يعترف ومن دون زيادة أو نقصان أن قاموسه اللغوي أكتسبه تقريبا من الأغنية الغيوانية ونضرب أمثلة في ذلك: تجد الفنان التشكيلي مثلا أن بعض لوحاته تجسد في رسوماتها شيئا مما تدعو إليه الأغنية الغيوانية وهذا مانسميه بالتفاعل المخيلاتي بالنسبة للميدان التربوي نجدها – الأغنية الغيوانية – لها أسلوب سلس في توصيل أفكار ناضجة واعية بتأثير في النفوس وذلك بالكلمة الموزونة والأداء المتقن والإيقاع الرنان وهذا طبعا على مستوى السمع والبصر والتفاعل الإيجابي والحس الراقي بدون مبالغة.
ولانغفل هنا على ماحصدته الأغنية الغيوانية من شهادات محلية وطنية ودولية وايضا جوائز عديدة في مختلف المجالات الثقافية وما تركه وزير الثقافة والاتصال من الأثر الطيب في قلوب محبي ناس الغيوان حيث توجهم بأوسمة من صنف فرسان الفنون والآداب هذا الفعل النبيل نقشه التاريخ بخيوط من ذهب ولم يكتفي هؤلاء الفرسان ولم يقفوا عند هذا الحد بل غمار التحدي والإصرار لنيل الجائزة الكبرى والحقيقية التي تتمثل في إيصالهم التراث المغربي وإحياء جذوره بالمهرجانات وعلى المسارح تجعل المتتبع والمهتم يلمس مدى الرسالة الفنية الراقية التي يتلقاها الجمهور المغربي والمغاربي والعربي والأفريقي والأوروبي على حد سواء بحيث أن الأغنية الغيوانية لم تأخذ بلب عقول المغاربة فحسب وليس ببعيد المهرجان الفني الموسيقي الذي نظم بالبيضاء بالضبط بالمعاريف للفنان جمال الغيواني بصحبة الفنانة الأمريكية Queen Ayacodobae حيث استهوتها الاإيقاعات الموزونة ولم تتمالك نفسها مما جعلها تصعد الخشبة أكثر من ثلاث مرات وترقص على نغمات الموسيقى الغيوانية الكناوية الامريكية هاته تفاعلت تفاعل المشاعر، السمع ، البصر ، والتعايش ثم التطبيق بالوجدان والتعبير بالفعل رقصا متكررا وهذا مانسميه بالبصمة التراثية الفنية بل وثيقة تاريخية تضاف إلى صفحات كتاب الأغنية الغيوانية المتأصلة.
وللاشارة فجمال الغيواني ابن الحي المحمدي الدي تربى وسط الغناء الغيواني الدي كبر في وجدانه واستطاع التوفيق بين الدراسة و الغناء لمدة طويلة حيت رغم سفره الى الديار الهولندية كأستاد الى ان شغفه بهدا اللون من الغناء دفعه للابداع فيه و التميز بأغاني جديدة دائما على الايقاع الغيواني و قد عاد مؤخرا إلى ارض الوطن ليتفرغ للابداع و المزيد ممن العطاء ليرقى بهدا اللون من الغناء على شكلة من سبقوه و قد أحيى عدة سهرات داخل و خارج الوطن أطرب فيه الحاضرين بجديده الدي لقي استحسان كل متتبعي الفن الغيواني ولا يفوته ان يتغنى في كل سهرة بأغاني رواد هادا اللون كالعربي باطما و بوجميع و أخرون
وهذا الإصرار على التميز والعطاء المستمر في الأغنية الغيوانية جعل الفنان السينمائي الأمريكي مارتن سكورسيزي يقول كلمته الخالدة في حق الغيوانيين # إن ناس الغيوان بمثابة رولينج ستون إفريقيا #.
كما تتبعنا رأينا أن الأغنية الغيوانية لبها تنوع ثقافي عربي أمازيغي صحراوي كناوي وأفريقي وأيضا أوروبي زادت المغرب عراقة وأصالة من خلال رصيد فني غني وازن له وقعه وثقله الرفيع.