أي دور للجامعة في ظل التحولات الراهنة.

نشر في: آخر تحديث:

بقلم: الدكتور المصطفى قاسمي استاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية جامعة الحسن الاول بسطات ورئيس مؤسسة القاسمي للتحليل السياسي والدراسات الاستراتجية والمستقبلية.

إن الجامعة اضحت اليوم المورد الاول لمجال الاعمال فبعد ماكانت سابقا تعد المدارس العليا هي المختصة في مد المقاولات و والمؤسسات بالاطر العليا واليد العاملة المتخصصة اصبحت الجامعات وكلياتها خصوصا ذات الاستقطاب المفتوح هي بدورها تلعب هذا الدور .وتجدر الاشارة الى انه بالنظر للاعداد الكبيرة التي تلجها فقد اصبحت رائدة في هذا المجال سواء في التخصصات الاقتصادية كمسييرين للابناك أو الشركات
اوفي التخصصات القانونية بالنسبة للادارات العمومية أو في مجال الاستشارة القانونية أو التوتيق أو في شؤون الأسرة والتحفيظ العقاري، ناهيك عن دورها الفكري الذي تلعبه في نشر التقافة السياسية للدولة و مدرسة للتكوين السياسي للأجيال الصاعدة .هذا بالإضافة إلى دورها الاجتماعي في النقاش العمومي وتوجيه الرأي العام اذا اريد منها ذلك .
ان دور الجامعة اليوم يعد دورا محوريا في المملكة المغربية بالنظر إلى مايميز بلادنا من تنوع عرقي وتقافي وديني فالجامعة لها القدرة على محو التباعد بين مكونات المجتمع وخلق تقارب وتعايش انطلاقا من الجانب المعرفي والتقافي الأمر الذي من شأنه ان يساعد وبشكل كبير على التعايش ومحو الحدود الفكرية والتقافية وخلق نوع من الاندماج والانسجام في إطار مجتمع واحد مبني على التأزر والتعاون والتسامح والتعايش .انه في ظل مجتمع يتطور ويتحول وبشكل سريع نتيجة التغيرات الوطنية والدولية يوجد كل من الامازيغي والعربي واليهودي جنبا إلى جنب في الشارع والحي والعمل والأعياد الوطنية والدينية يوحدهم عامل واحد كونهم مغاربة ووطنهم واحد وبلدهم واحد وملكهم واحد مستعدين ومؤهبين للدفاع عن مغربيتهم وووطنهم وملكهم كرجل واحد .
ان هذا الدور يتأتى للجامعة دون غيرها فهي قادرة على تتبيت المنظومة الفكرية للدولة وان تكون معملا اساسيا لمواردها الاستراتجية وعنصرا فعالا في وضع برامجها ومخططاتها والا مالهدف من وجود مكاتب الدراسات التي تتسابق إليها الدول من أجل وضع مخططاتها وهي فرحة بهذه الدراسات التي لاتعدوا الا ان تشكل مصادر للمعلومات وقت الحاجة ومنبع وضع العراقيل والحواجز من أجل محاصرة اقتصاديات الدول الصاعدة .
ان الجامعة هي الرافعة الأساسية لكل تقدم وتنمية المجتمع وهي المادة الرمادية لحماية البلاد والعباد قبل وسائل الأمن المختلفة فدور الجامعة اليوم يختلف عن دورها بالأمس فإذا كانت سابقا لعبت دورا اساسيا كقاطرة في سبيل تحقيق الديمقراطية فاليوم هي مطالبة بتحقيق التنمية وصيانة الهوية الوطنية والوحدة والتعددية الثقافية وبدونها لايمكن الا ان نتصور مجتمعا منغلقا وليس سلطة منغلقة فالمستقبل في الدول الصاعدة للعلم والتقافة من أجل محو الحدود الفكرية.

اقرأ أيضاً: