بقلم : أمينة لامة/ صحفية متدربة
أصبح الجميع تقريبا يعيش يوميا على سماع أخبار كلها رعب عنف إجرام بمختلف أنواعه وأشكاله :(القتل – النهب – الاغتصاب – الاختطاف – النصب والحتيال …) فماهي إذن الأسباب والمسببات والدوافع لهذه الكوارث العظمى ؟ الغريب في الام أن كل ماذكرناه سالفا كان في زمن ليس بالبعيد على سبيل المثال في الخمسينات والستينات إلى السبعينات تقريبا كان العنف مستورا نكاد نقول ممنوع ذكره والتشهير به درءا للمفسدة العامة وحرص على نفسية البشرية ، إلا أنه في الآونة الأخيرة أصبح الامر هينا بل جد عادي يقع الحادث ويصبح الجميع يطرب به وعنه بكل طلاقة وكأنه يتكلم عن اختراع جديد ينفع البلاد والعباد او دواء اكتشف لعلاج مرض مزمن عضال أوو إحراز جائزة نوبل لمغربية او مغربي دخلوا التاريخ من بابه الواسع المفرح ، والذي يستدعي أكثر للغرابة والحيرة والتخوف الشديد ، على أنه بكثرة ما تحاول الجهات المسؤولة عن الأمن رفع مستوى العقوبات ووضع مساطير قانونية وتنزيلها لردع العنف والإجرام ، وبكثرة رفع أصوات المنظمات الحقوقية والهيآت وجمعيات المجتمع المدني والنداءات النسائية للكف عن ما يحدث الشيء الذي جعل الكل يعيش في خوف دائم من الآتي المألم نجد توترا لوضع كارثي ومحزن ، فالإجرام زاد جرما حينما أصبح علنا ولم يعد مستورا بل مفضوحا وبأدق التفاصيل ، هل هذا زمن العنف والإجرام المفضوح ؟ في الأسبوعين الماضيين أعلنت إحدى الحركات النسائية عن وقفة احتجاجية وبالضبط 19 يوليوز 2019 أمام مقر البرلمان للتنديد بالعنف الذي تعاني منه النساء وهتك لعدة حرمات ، والذي فجر هذا الغضب هي حادثة الاغتصاب الوحشية التي عمت العالم كله (اغتصاب حنان بعد تخديرها إلى درجة القتل) ، هنا أذكر بالضبط ماقالته رئيسة حركة نساء جمعيات أحياء الدار البيضاء الكبرى جهة سطات السيدة أمينة زائر《هذا عنف جديد في نوعيته ووتيرته وكذا حدته وانتشاره ،الناس من قبل كانوا يمارسون العنف ويختبئون ويستترون ويخافون لدرجة الهروب والندم ، الآن أصبح العنف افتخارا ومنافسة وتباهي .》نحن في أمس الحاجة لمضاعفة الجهود الأمنية والإعلامية والتفكير في إيجاد حلول جدرية لا ترقيعية للخروج نهائيا من هذه الكارثة المهولة.
هل حاولنا بالفعل سؤال أنفسنا كمجتمعات عربية ومسلمة وكمجتمع مغربي لدينا قيمنا وأعرافنا وتقاليدن وأصالتنا وهويتنا وديننا الإسلامي وقلنا : ما الواجب علينا والمطلوب منا فعله لنعود إلى هيبتنا ووقارنا وهدوءنا وأمن وأمان وطننا الغالي العزيز ؟ فاللبنات الأولى والأساس لبناء الساس المتين هي التربية والاتزان في الصبر لكلا الطرفينالباني وهو المربي والمبني وهم الناشئة بحيث نحصل على توازن عادل فما هو ممكن لي ممكن لغيري ، مثلا : إن كان ممكنا لي ان أكذب واضرب وأسب وأتعصب وأجهل على غيري ، لا يحق لي إنكاره على الآخر ، فانا القدوة والمنبع منبع التربية والصبر ، والحقيقة أننانعيش أزمة علم وأزمة عمل وفاقد الشيء لايعطيه ، يجب أن نعرف أن هناك سنن كونية وسنن أرضية وما أحوجنا وبصوت عال ومسؤولية أعلى إلى ترتيب الأولويات في البناء بناء النفوس البشرية ولنتمعن جيدا في قوله تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس…) لنتدبر هذه الآية الكريمة فهي تحمل تفسير كل مانعيشه الآن من عنف وإجرام ، فما نعيشه عجينة وخيز أيدينا فلنتق الله فالاجيال الآتية ، لنعود إلى أمن وآمان زمان . ☆وللحديث بقية☆
…أمن وأمان زمان

كتبه كتب في 31 يوليو، 2019 - 10:31 مساءً
مقالات ذات صلة
19 مارس، 2025
رشيد نكاز حاول استفزاز السلطات المغربية،لكنه سقط في فخ التجاهل.
وصل الناشط الجزائري رشيد نكاز إلى مراكش قادمًا من باريس بجواز سفر جزائري، وما إن استقر به المقام حتى تجاوز [...]
17 مارس، 2025
إشكالية الإدراك العميق: تفكيك المتاهة الفكرية بين الاستبطان والاستدلال.
صوت العدالة- معاذ فاروق في مسرح الذهن حيث تتقاطع المدركات مع الانطباعات العارضة، لا يكون التحليل العميق مجرد انزلاقٍ في [...]
16 مارس، 2025
طقس اليوم.. أجواء غائمة جزئيا
تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية، بالنسبة لليوم الأحد، أن يظل الطقس قليل السحب إلى غائم جزئيا بمرتفعات الأطلس، والريف، والسهول الشمالية [...]
15 مارس، 2025
هل أصبح شكر القياد ضرورة أم سوء فهم لدورهم؟
بقلم:عشار أسامة في مشهد غير مألوف، بات بعض المواطنين يعبرون عن امتنانهم لرجال السلطة المحلية على تدخلاتهم في قضاياهم اليومية، [...]