صوت العدالة – ياسين الحاجي
نَظّمت، يومه الأحد 7 يناير 2018، الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية (فرع الخميسات) و بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، ندوة تكوينية حول موضوع المرتكزات الديداكتيكية في بناء درس مادة التربية الإسلامية تحت شعار : “التكوين المستمر أساس التدريس الناجح” و ذلك بقاعة العروض بثانوية موسى بن نصير التأهيلية بمدينة الخميسات.
وافتُتِحَ، اللقاءُ بتلاوة آيات بينية من الذكر الحكيم، بعدها تناول الكلمة مسير اللقاء محمد مرو الذي بسط برنامج اللقاء والذي شمل كلمة محمد احساين ممثل المكتب الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، حيث عبر فيها عن تنويهه بالجهود المبذولة من طرف فرع الجمعية بمدينة الخميسات، وعلى دعم المديرية لنيابية التربية الوطنية، وأن هذه تسعى إلى أجرأة البرنامج التربوي المهني، الذي يسعى إلى الإسهام في التكوين المستمر لأساتذة المادة، باعتبار ما لهذه العملية من دور أساس في حسن فهم وتنزيل المناهج الدراسية، كما يصبو اللقاء إلى تسليط الضوء على بعض صعوبات التنزيل الديداكتيكي لمفردات المنهاج الجديد بالتركيز على المقومات الديداكتيكية لتدريس مادة التربية الإسلامية بغية تحقيق الهدف الاستراتيجي من التربية الإسلامية، المتمثل في الوصول بالفرد المتعلم إلى الحال الذي يكون فيه مسلماً في الاعتقاد والمشاعر والسلوك، في القول والاتجاه والآمال.
تلا، ذلك مداخلة لعبد اللطيف الرايس الكاتب العام للجمعية لأساتذة التربية الإسلامية فرع الخميسات، والذي ذكر الحضور أن هذا اللقاء التربوي يأتي انسجاماً مع القانون الأساسي للجمعية باعتبارها هيئة مهنية مستقلة، تهدف إلى التنسيق مع مختلف الأطر المهتمة بتدريس مادة التربية الإسلامية، بغية الرفع من تدريسها وتطوير مناهجها وطرقها البيداغوجية ووسائلها التعليمية من أجل تعزيز مكانتها في المنظومة التعليمية والتربوية، وسعيا نحو تحقيق هذه المرامي والأهداف استدعي لهذه الندوة أطر من سلك التفتيش حتى تجمع بين الخبرة الميدانية والبحثية معا.
و في مداخلته حاول المفتش حسن لمعنقش إبراز أهمية المفهوم وخطورته واستقلالية كل مجال بمفاهيم خاصة، واعتبر أن المفهوم هو ما ينطبع في ذهن الشخص، أو أنه التصور العقلي للظاهرة أو للشيء، ليعرج بعد ذلك على أهمية ضبط المفهوم من خلال تجنب التلميذ مجموعة من الأخطاء المعرفية، المام بأساس الموضوع، تعويد التلميذ على التجريد المتدرج للأفكار، ليختم مداخلته من خلال تقديم طرق تدريس المفهوم عبر طريقتي الاستقرائية و الاستنباطية.
من جهته حاول المفتش مصطفى متقي من خلالها تقديم مفهوم الوضعية باعتبارها عطب ومشكل واقعي لها معنى لدى المتعلم، والذي يسعى لحلها باستحضار موارده، وهي تعبير عن حاجاته الواقعية التي يعيشها في محيطه الاجتماع، كي تحقق عنصر التفاعل معها، مع الإشارة أن دورها تعليمي باعتبارها مهمة يسعى المتعلم لإنتاج حلول لوضعية دالة. وتحقق الوضعية المشكلة مرتبط عندما لا تتوفر موارد للمتعلم لحلها، عند وجود صراع بين معرفة المتعلم والمعرفة الجديدة، عندما تكون وضعية عصية على المتعلم تتطلب مجهود ذهني، مع ادراك إمكانية التوصل لحلها، وتدفعه لإعادة النظر في تمثلاته.
كما عرج ذات المتدخل على إمكانية صياغة الوضعية من خلال استحضار المتعلمين (نصوص، أحداث، ممارسة اجتماعية مستفزة، معطيات غير منطقية، ألعاز)، مع ضرورة الانتباه إلى أن الوضعية المشكلة تسعى عبر الحوار الأفقي بين المتعلمين إلى تحقيق التواصل والاحترام المتبادل والتعبير عن الرأي والدفاع عنه بين المتعلمين. ليخلص أن الوضعيات هي عبارة عن تعلمات من خلال استشكال ينطلق منها الدرس ليعود إليها في نهاية الدرس لتقديم معارف صحيحة حولها.
و أعطيت، بالموازاة مع ذلك الفرصة لمداخلات المشاركين في الندوة التكوينية، والتي عكست اهتمامات الأطر التربوية والصعوبات التي تواجههم داخل الفصول الدراسية، والتي حاول السادة المفتشين تقديم بعض الحلول العملية والتي تسعى إلى إضفاء نوع من العلمية على الممارسة المهنية.
و عقب نهاية الندوة التكوينية أقدمت جمعية أساتذة التربية الإسلامية فرع الخميسات بتكريم لإطارين من سلك التفتيش بعد تقاعدهما عن العمل وهما عبد الله بروزيين ومصطفى شوراق وهي لحظة تعبير عن ثقافة الاعتراف بالجميل وحسن الصنيع وتثمين القيمة الإنسانية للمورد البشري والوفاء لمسار رجلين من رجال المراقبة التربوية بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان الشرف.