عزيز بنحريميدة
أُصارحكم بأنني احترت في اختيار عنوان هذا المقال خصوصا أنه موجه لجميع من تقلدوا المسؤوليات في جميع القطاعات ، ولقد خطرَتْ على بالي – قبلَه – عدة عناوين، لكنني لم أرتح لها، ولم أر مناسبتها لغرَضي، فوظيفة العنوان: الإشارة لما يُراد طرحه، ومن حسن الصنعة تناغُم قصد الكاتب وكلامه مع عنوان مقاله.
إن لكل مقام ومقال عنوانه، فبعض المقال لا يصلح له إلا عنوان مخصَّص ومفصَّل في إطارٍ ضيِّقٍ ومَحدود، وقد يشير العُنوان لموضوع بصفة عامة وغير مفصلة، وفي أحيان أخرى يصلح أن يكون جرس العنوان تقريريًّا ومؤكدًا لموضوع أو نتيجة، وكثيرًا ما يلجأ الكتاب لعناوين ذات صِيَغ غامِضة، أو مُصادِمة، أو تساؤلية بقصد التشويق والإثارة.
لقد تعمَّدتُ صياغة العنوان في سؤال مفتوح، ومقصدي هو حثُّ واستثارة نقاش نفسي مبكر ومستمر بيني وبين ذالك المسؤول ، فلعله – من خلال العنوان – يفكِّر في إجابة أو إجابات قبل قراءته للبحث، أو لعله يظن بأنني قد أنحو في النِّقاش منحى لا يوافقه، وآمل أن تثري هذه المشاركة من لدن القارئ العزيز هذا البحث.
سيدي المسؤول المتقاعد عندي بضعة أسئلة يمكنك التمعن فيها و الإجابة عنها لو أردت خصوصا و أن مسؤولياتك و إلتزاماتك المهنية قد توقفت و هذا هو القانون و سنة الحياة فلكل شيء بداية ونهاية،وحسن الخاتمة أفضل نهاية .
سؤالي الأول هل هاتفك المحمول لازال يرن كالمعتاد ؟هل لازالت تتوافد عليك التبريكات و التهاني بمناسبة او بغير مناسبة ؟ أم أنه تقاعد أيضا
سؤالي الثاني : هل لازلت تتلقى الدعوات لحضور المناسبات الخاصة لعلية القوم و رجال الأعمال و نخبة المجتمع؟ أم هناك شيء قد تغير..!!!
سؤالي الثالث : هل لازالت خزانتك الخاصة تستقبل الهدايا و الهبات و العطايا من دون أن تطلبها ؟ أم أنك لم تعد تستحقها ..!!!
هل إنفض من حولك القوم بعدما انتهت المصالح و المطامع ؟؟هل و هل وهل وهل ؟؟؟؟؟ هي أسئلة عديدة من المؤكد أنك توصلت للإجابة عليها عمليا و علمت أن دوام الحال من المحال وأنه لو دامت لدامت لمن كان قبلك…!!!!
سؤال أخر وليس بأخير و كم أتمنى أن تطرحه على نفسك الأن قبل أن يطرح عليك :هل ظلمت شخصا و مارست عليه سلطتك دون وجه حق ..؟؟ هل تأمرت من أجل سلب حق شخص ما ..؟؟ هل لا زلا تتذكره …؟؟ أتمنى ذلك حتى تسارع لطلب الصفح منه .
سيدي المسؤول المتقاعد هل هذه هي فعلا النهاية التي كنت تريد و تتمنى أم خذلك الأصدقاء و الخلان و تبرأ منك الأقارب و الجيران .
أين هم من كانوا يطرون على كلماتك و يتغنون بعقليتك الفذة و عبقريتك النيرة …؟؟ أين هم من يكون يبجلونك صباح مساء و رسالاتهم الهاتفية تملأ خزانة هاتفك بأدعية و تهاني و أماني ..!!
سيدي الفاضل أنا اليوم لا اعاتبك أو أوجه لك اللوم لكن توجهت لك بهاته الأسئلة رغم أني أعلم إجابتها مسبقا بل هي رسالة لكل من هم لازالو يتقلدون مناصب المسؤولية و يتربعون على كرسي السلطة دالك الكرسي المزيف الذي يتهافت عليه الجميع ، ذاك الكرسي الذي يجعلك تعيش النفاق المجتمعي في أبهى صوره و يجعلك تعيش الوهم و تتمنى الخلود فيه الى أن يفاجئك القدر المحتوم بالنهاية المعلومة مع السلامة وشكرا لكل ما قدمته من خدمات جليلة مكتوبة في برواز خشبي تعلقه في جدران منزلك …مع السلامة انتهى دورك و الدور اليوم لغيرك ليشرب من نفس الكأس و يعيش نفس الدور ….!!!
سيدي المسؤول المتقاعد شكرا لك على قراءتك لهذه السطور المتواضعة فإنما كتبتها لأني فقط أحبك رغم أنك اليوم لم تعد مسؤولا بل احيلت على التقاعد🙏🙏🙏
