بقلم: ع. السباعي
صوت العدالة
العنف الاجتماعي داخل الاسرة.. هاجس يؤرق المجتمع، فتوالي وتسارع حالات العنف داخل الاسرة المغربية في الوقت الراهن هو تحصيل حاصل لتراكمات ظلت تتوارى خلف الجدران لسنوات ، لكنها اليوم لم تعد معزل عن محيطها، خاصة وان الظرفية الراهنة فرضت على الافراد الزاما المواجهة مع تحمل كامل التبعات.
قضية حمزة وغيرها من الحالات.. هي قضايا تجعلنا نقول أنه ربما آن الاوان بالفعل لتقعيد نقاش حقيقي يجمع اهل المجال من السوسيوجيين لطرح ارضية وتشخيص الوضع الراهن، وايجاد حلول كفيلة بتجاوز المرخلة بأقل الاضرار، مع الاقتناع بان المقاربة الامنية المبنية على متلازمة الجريمة والعقاب غير مؤهلة بثاتا لا من قريب ولا من بعيد لتقدم ما يمكن اجرأته في هذا الباب.
الاشكال ببساطة يتعدى ما هو ذاتي متعلق بالافراد الى ما هو موضوعي مرتبط بعوامل توثر في المجتمع ككل، حيث يجمتع ما هو قتصادي عموما، والتهميش والفقر على وجه التحديد بما هو اجتماعي، نحن لا نعيش طفرة لنقارن بنيتنا بالمجتمعات الغربية التي تكرس فيها طابع العنف الاجتماعي وان انكرته القوانين، بل يجب ان نقتنع أن الحالات المعروضة اليوم في المجتمع المغربي هي نتاج اكراهات يجب ان تعالج، هي حالة نشاز سرعان ما تزول بزوال العلة، وهذا دور علماء الاجتماع.
والمهتمون بهذا الشان مقتنعون الي حد كبير أن العلة واضحة، تكمن وجوبا في مؤازرة الانسان المقهور اجتماعيا، ولسنا هنا بصدد الخديث عن مبادرات اجتماعية بين الفينة والاخرى، لأنها ذات طابع تطوعي إحساني، بل نحن اليوم ملزمون بإعادة النظر في مفاهيم اجتماعية، لبناء مجتمع سوي قادر على تجاوز الازمات.
في وطن كريم نعتز به ونفتخر، يجب ان يعيش الانسان بكرامة مؤطرة بقوانين بعيدة عن الطابع الاحساني، وهنا يطرح السؤال عن موقع علماء الاجتماع في تشخيص الوضع.. علماء اجتماع يزخر بهم المشهد المغربي ومشهود لهم بعلو القامة، وهم كثر بالفعل.
اين من درسو دوركايم نظريا، وتضلعوا في فهم نظرته للمجتمع، نحتاجهم اليوم ليعيدوا بناء علم اجتماع يتوافق والارضية التي نعيش؟ في الحقيقة نريد ان نعيش طفرة في اتجاه تحليل الوضع لنضع السياسيين في موقع المساءلة اتجاه ما يعيشه وسيعيشه المجتمع.