صوت العدالة- رفيق خطاط
تعاني جماعة الجابرية ، الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم سيدي بنور ، من العزلة القاتلة التي فرضها التسيير الفاشل على قاطنيها من جهة، ومن التهميش والإقصاء اللذين فرضتهما الجهات المسؤولة على مستوى الإقليم والمركز، من جهة أخرى، ما جعلها تعاني تأخرا في شتى المجالات التنموية.
مظاهر التهميش والحرمان بجماعة الجابرية عكرت صفو حياة سكانها وحولتها إلى شبه جحيم؛ ورغم ذلك، يتشبثون بالأمل في تنمية منطقتهم، وإخراجهم من الحرمان والظفر بحياة كريمة.
أضحت هذه الجماعة مضرب مثل في الحياة المزرية التي يلمسها كل زائر إلى المنطقة، “فالحرمان والإهمال عنوان عريض للحياة البدائية التي تعيشها الساكنة بهذه الجماعة التي وضعتها الجهات المسؤولة خارج حساباتها التنموية” .
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لصوت العدالة، أن “جماعة الجابرية تعاني من غياب مظاهر التنمية، سواء على مستوى المركز أو في الدواوير التابعة لها”، مبرزا أن “الجماعة لم تنل نصيبها من التنمية المحلية كغيرها من الجماعات الترابية بالإقليم”.
ركود تنموي
زائر جماعة الجابرية يدرك أنها تعاني من ركود تنموي خطير، وذلك بفعل غياب المشاريع التنموية التي يمكن أن تعيد هذه المنطقة إلى الواجهة؛ فلا طرقات صالحة للسير، ولا مرافق للشباب لقضاء أوقات الفراغ، ولا مشاريع اقتصادية من شأنها احتواء ظاهرة البطالة.
“هذا الوضع جعل السكان يتساءلون عن أحوال جماعتهم التي لا تشبه المناطق الأخرى بالإقليم بالنظر إلى العجز المسجل في التنمية بها”، بتعبير أحد أبناء المنطقة ، فاعل جمعوي، الذي أوضح أن الوضع التنموي بهذه الجماعة “لا يبشر بالخير، وبسببه بدأت العائلات في الهجرة هروبا من جحيم الانتظارات”.
الجمعوي ذاته أوضح أن “السكان أصبحوا يشتكون من نقص المشاريع من جهة، وتذبذب الخدمات في كل المجالات من جهة ثانية، ما جعلهم يطرحون العديد من الأسئلة عن دور المنتخبين المحليين، وعن المشاريع المبرمجة في الأفق، وعن سبب تهميش هذه المنطقة..
وأشار في تصريح لجريدة صوت العدالة الإلكترونية إلى أن “كل هذه الأسئلة بقيت إلى حدود الآن بدون جواب، كما ستبقى الجماعة بدون تنمية إلا في حالة تدخل الجهات المسؤولة”، وفق تعبيره.
وأضاف المتحدث أن “الساكنة المحلية تريد رؤية الجماعة تحت التنمية الشاملة وتجسيد وعود الحملات الانتخابية للمسؤولين المتعاقبين على تدبير شؤون الجماعة والإقليم والبرلمانيين حتى لا تبقى مجرد حبر على ورق، ومجرد خزان إنتخابي فقط وتوفير فرص الشغل للشباب من أجل انتشالهم من قوقعة التهميش والنسيان”.
طرقات مهترئة
بمجرد أن تطأ قدماك مركز جماعة الجابرية تستطيع قراءة أول فصول المعاناة وحالة اليأس والإحباط التي تعيشها الساكنة بسبب الظروف الاجتماعية القاسية والمزرية التي مست جميع جوانب الحياة، والتي تجعلهم عرضة لجميع أشكال الاستغلال.
مشكل اهتراء الطرقات واحد من بين المشاكل التي يطالب سكان جماعة الجابرية بحلها من أجل تسهيل تنقلاتهم، سواء على أرجلهم أو على متن العربات”.
واشتكى المتحدث لصوت العدالة، “الحجم الكبير من المعاناة والعذاب مع طرقات لم تخضع يوما للتعبيد، لا سيما خلال فصل الشتاء حيث تتحول إلى برك مائية وأوحال يعجز المرء عن عبورها وتجبر السكان على انتعال أحذية بلاستيكية، فجماعة الجابرية من بين الجماعات الأكثر تضررا من حيث غياب الطرقات المعبدة.