في ليلة استثنائية احتفلت خلالها مدينة آسفي بتتويج فريقها أولمبيك آسفي بلقب كأس العرش لأول مرة في تاريخه، خطف سمير كودار، رئيس مجلس جهة مراكش-آسفي، الأضواء بإعلانه عن سلسلة من الإجراءات المالية العاجلة لدعم الفريق والتخفيف من أزمته المالية الخانقة.
وفي كلمة ألقاها أمام اللاعبين، الأطقم التقنية والإدارية، وجمهور الفريق، أعلن كودار عن منحة استثنائية بقيمة 150 مليون سنتيم ستُصرف مباشرة للاعبين، تقديرًا لمجهوداتهم وتحفيزًا لهم على مواصلة التألق في قادم الاستحقاقات.
كما كشف عن قرار الجهة تخصيص دعم سنوي قار بقيمة 400 مليون سنتيم انطلاقًا من السنة المالية المقبلة، في إطار مخطط طويل الأمد يهدف إلى ضمان تمويل مستدام يبعد النادي عن تقلبات الدعم الظرفي.
ولم يغفل رئيس الجهة الجانب الإنساني، حيث أوصى بتخصيص مبلغ يتراوح بين 5 و10 ملايين سنتيم من المنحة العاجلة لفائدة الطفل أمين الغيزي، أحد مشجعي الفريق الذي تعرض لإصابة خطيرة خلال التنقل إلى فاس لمتابعة المباراة النهائية، وهي لفتة أثارت تفاعلًا كبيرًا وتصفيقات مؤثرة من الحضور.
واستثمر كودار المناسبة لتسليط الضوء على الواقع المالي للفريق، كاشفًا عن عجز مالي يناهز مليار سنتيم يستوجب معالجة تدريجية وفق شروط واضحة تقوم على الحكامة، الشفافية، وحسن التدبير.
وشدد على أن صرف أي دعم مستقبلي سيظل مشروطًا بالالتزام بهذه المبادئ، مشيرًا إلى أن الدعم المؤسساتي، رغم أهميته، لا يمكن أن يكون بديلاً عن إدارة رشيدة ومسؤولة تضمن استقرار النادي ومواصلة تطوير أدائه.
رسائل كودار، التي جاءت في لحظة بهجة واعتزاز، شكلت بارقة أمل لجماهير “القرش المسفيوي”، وأكدت أن مرحلة ما بعد التتويج لن تكون فقط للاحتفال، بل أيضًا لإعادة البناء المالي والإداري، بما يعزز موقع الفريق ضمن الكبار في الساحة الوطنية.
