صوت العدالة- محمد الموستني
تعرف بعض الشوارع ببني ملال والنواحي انتشار الكلاب الضالة في مشهد متكرر،تتجول عشرات الكلاب ليل نهار بأماكن سكنية وازقة وشوارع، والمخيف هو انها غير معقمة وهذا ما يشكل خطرا على الساكنة خاصة الاطفال.
وبما أن عددها يتكاثر قد يرى المواطنون ان ما يزيد من استفحال الظاهرة هو عدم قيام المصالح المختصة بالجماعات الترابية بالدور المنوط بها،فيما تؤكد بعض الجمعيات التي تعنى بالحيوانات ان الطرق المتبعة على الصعيد هي بدائية ويجب اتباع أنماط حديثة لمحاربة الظاهرة وان المجالس الجماعية تتحمل مسؤوليتها في هذا الموضوع، علما ان انتشار الكلاب الضالة بدون تطعيم يخلف امراض وأضرارا صحية كبيرة تصل إلى حدود الموت في حال كان الكلب مصابا بالسعار.وفي افادة من احد الأطباء المهتمين بالموضوع ان الإنسان يصاب من خلال هذه الكلاب بأمراض جلدية كالقوباء الحلقية والبراغيت و القراد وخطر الإصابة بالديدان المعوية وداء المقوسات والتوكسوبلازما لذا يجب .حل المشكل بالطرق العلمية الناجعة.
و من مصادر اخرى ان تزايد الكلاب الضالة واصابة المواطنين بداء السعار يتم على اثره تلقيح أزيد من 70 الف شخص سنويا ضد هذا الداء ويكلف العلاج الوقائي للشخص الواحد حسب الحالات ما بين 600الى800 درهم،ويقدم هذا العلاج مجانا بمراكز محاربة داء السعار التابعة للجماعات البالغ عددها 287 مركزا.
وفي نفس السياق ان بعض الجمعيات المكلفة بالدفاع عن الحيوانات حول الحد من ظاهرة الكلاب الضالة وفق النظام الدولي المتعارف عليه باسم TNR ان هذه المقاربة تقوم على جمع الكلاب الضالة في مراكز معالجة مؤقتة لاخصاء الذكور وتعقيم الاناث واستشفائها وأخيرا إطلاقها في بيئتها الطبيعية في أطراف المدن باعثبار ان هذه الحيوانات تستحق أن تعيش حياة كريمة مثلها مثل البشر وعدم تجميعها في ملاجئ خاصة.
وحسب معطيات وزارة الصحة فقد سجل المغرب 414 إصابة بالسعار ما بين سنتي 2000 و2020 بمعدل 20 حالة في السنة من بينها 180 حالة لدى الاطفال أقل من 15 سنة.وهذه الحالات تتسبب فيها الكلاب بنسبة 88 في المائة.
كما ان المغرب خفض عدد الوفيات بالسعار من 34 حالة سنة 1985 إلى تسع حالات سنة 2020.
إن مدينة بني ملال والنواحي تشهد انتشار الكلاب الضالة التي يستنكرها المواطنون ومتدمرون من استفحال هذه الظاهرة التي تثير القلق والرعب .وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد تعرض في الايام القليلة الاخيرة شخصان باولاد عياد ببني ملال إلى مهاجمتهما من طرف هذه الكلاب وإصابة أحدهما بأضرار بليغة حالت دون مزاولته لعمله ، الشيء الذي استنكره المواطنون محملين المسؤولية للسلطات المعنية من مغبة الاستمرار في التغاضي عنها لما باتت تشكله من تهديد حقيقي ويومي للساكنة داخل الأماكن المنتشرة فيها بالمدينة والنواحي ومستنكرين في ذات الوقت الغياب شبه التام للمصالح الجماعية خاصة منها تلك المسؤولة عن حفظ الصحة التابعة لمجالس القرى والمدن.