الرئيسية آراء وأقلام الظلم والتهميش في التوظيف: قصة من وجدة

الظلم والتهميش في التوظيف: قصة من وجدة

كتبه كتب في 24 مايو، 2024 - 12:32 مساءً

انس خالد| صوت العدالة

في الوقت الذي نتحدث فيه عن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، نجد أنفسنا أمام ممارسات تثير الاستياء والإحباط. تجسد هذه الممارسات آخر مثال في مجال التوظيف، حيث أعلنت جهة معنية بمسابقة توظيف (كونكور) عن الموعد النهائي لتقديم الطلبات في 22 مايو عند الساعة 16:30، ليتم نشر القائمة النهائية في 24 مايو عند الساعة 10:00 صباحاً، وتحديد موعد الامتحان في 25 مايو في مدينة الخميسات.

لنتخيل معاً حالة شابة من مدينة وجدة، تلقت خبر موعد الامتحان في صباح 25 مايو في الخميسات. هذه الشابة وجدت نفسها مضطرة لتدبر أمورها بسرعة هائلة للسفر من وجدة إلى الخميسات، وهي مسافة طويلة تتطلب التخطيط المسبق، خاصة فيما يتعلق بالسكن والترتيبات الأخرى. كيف يمكن لها أن تسافر في الوقت المحدد، وأين ستبقى في تلك الليلة؟ هذه ليست مجرد قصة فردية، بل حالة تعكس مدى الظلم الذي يعاني منه أبناء المناطق البعيدة.

أين تكافؤ الفرص في هذه الحالة؟ كيف يمكن أن نقول إن هناك مساواة عندما يتم تنظيم مسابقات بهذه الطريقة؟ كيف يمكن تحقيق العدالة عندما يكون هناك تمييز واضح بين أبناء الشمال والجنوب، الشرق والغرب، وبين أبناء المدن الكبرى وأبناء المدن الصغيرة؟

الملك محمد السادس تحدث مراراً وتكراراً عن ضرورة تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين، بغض النظر عن مكان إقامتهم. ولكن، يبدو أن بعض المسؤولين يضربون عرض الحائط بهذه الخطابات الملكية، ويستمرون في ممارسة التمييز والإقصاء. إذا كان المسؤولون على هذا الكونكور يريدون حقاً تحقيق العدالة، كان عليهم أن ينظموا الامتحانات بطرق تضمن تكافؤ الفرص، أو على الأقل توفير ترتيبات مناسبة للمشاركين من المدن البعيدة.

هذه الممارسات تتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً ضد الظلم والتهميش. يجب أن نرفع أصواتنا ونطالب بحقوقنا، وأن نعمل معاً لتحقيق التغيير الذي ننشده. يجب أن ندعو المسؤولين إلى مراجعة سياساتهم وضمان تنظيم مسابقات توظيف عادلة تشمل الجميع دون تمييز.

هذه ليست مجرد قصة فردية، بل هي قصة العديد من الشباب الذين يعانون من نفس المشكلة.

مشاركة