بقلم: فريد المكدر
هو مقال وقرائة في أغنية الحي المحمدي ,إبداع كل من مجوعة السهام ومسناوة والسلام ,كلمات ولحن وتوزيع وأداء
الحي المحمدي عبر التاريخ
الحي المحمدي أو كريان سنطرال هو الحي الذي دخل التاريخ بنضاله وإنجازاته حيث أنه يشكل امتدادا لنشأة المحجر الحجري أو المقلع الحجري بروش نوار نسبة للصخرتين وهذا المقلع الذي جلب اليد العاملة مما أدى إلى الهجرة القروية في مرحلتها الأولى’الأمر الذيجعل الحي المحمدي أو كريان سنطرال يكون مغربا مصغراحيث تنوع الاتجاهات واللهجات ’هذا الفيسفساء من المناطق المغرببة تشكل تنوعا منفردا لساكنته,الشيء الذي جعل الباطرونا ترخص ببناء أكواخ قصديرية وخشبية كانت هي مأوى الأسر والتي كانت تسمى ب”البدونفيل” إلى أن حولت بالتسمية الجديدة “الحي المحمدي” نسبة للمغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ,حيث أطلق عليه اسم الحي المحمدي بعد الزيارة المشهورة في تاسع فبراير 1956 ,علما أن التسمية كانت رسميا في منتصف شهر دجنبر 1956 حيث دشن مقر المقاطعة13 “دار الخليفة” وعين المرحوم سي الحاج محمد العبدي واليا على كريان سنطرال.
جاء هذا عرفانا للحي ومناضليه لما أبلوه من بلاء سواء إبان انتفاضة1952 أو حين نفي السلطان لجزيرة مدغشقر تم كورسيكا,فكانت ردة فعل نبيلة من ملك البلاد.
الحي المحمدي من النضال إلى النهضة الثقافية الفنية الرياضية
المدخل الأول هو التصاق الحي المحمدي بفريق الطاس حيث أن الطاس فريق الاتحاد البيضاوي أوالبيضة كما يسمونها أبناء الحي تأسست على مبدأ نضال وتمرد على العصبة الفرنسية لكرة القدم حيث سر التسمية “الاتحاد” على يد المرحومين الحاج محمد العبدي وسي عبدالرحمان اليوسف وسي عبد السلام بناني إسوة بالمدرسة الحرة الأولى “مدرسةالاتحاد” .فالطاس سكنت قلوب ساكنة الحي المحمدي.
المدخل الثاني يكمن في دار الشباب والتي تعتبر أول دار شباب في المغرب حيث كانت مقرا للمراقب العام للاستعمار فتحولت لمركز إعادةإدماج الطفولة الجانحة هذه المؤسسة التي ستلد مجموعة من المفكرين والأدباء والمسرحيين.ولاييتسع المجال لدكر كل الأسماء بل سأقتصر عن دكر الجمعيات” رواد القلم .رواد الخشبة والإنارة الدهبية وأشبال البيضاء تم أشبال الحي المحمدي والهلال الدهبي والنقطة ووووووو” وكذا أسماء” الحاج فقار بوشعيب الملياني وعبسة وعنيبة الحمري وبوجميع والعربي بطمة وعمر السيد وعلال والزوغي ومفتاح والروداني والسوداني والأخوين الجداوي والتويجر وياخالق وووو”.
ناهيك على رياضيين كالكواي وميلود والزروكي والغزواني والعربي الزاولي من خلاله أسماء أثثت تاريخ الطاس و الأخوين عشيق ووووووو.
الحي المحمدي مهد المجموعات الغنائية كناس الغيوان وتكدة ولمشاهب وأهل الخلود وأهل الحضرة والفرسان ولرفاك والسهام ومسناوة والسلام.حيث أصبحت هده المجموعات لها سيط عالمي .
الحي كان زاخرا بالفرق الرياضية وندكر إلى جانب الطاس فرق العلم والأهرام والترجي والثبات والنيل ووووووو.
الحي المحمدي لاغير
كلمة الحي كانت تطلق حصريا وفقط على الحي المحمدي ’نعم هناك أحياء متجدرة في القدم بالبيضاء ولكن الحي المحمدي انفرد بهده التسمية في قول الكلمة الشعبية التي تغنت بها الشيخات” الحي المحمدي فاش مرادي” و”وليدات الحي مايخيبوشاي” .كما انفرد الحي المحمدي بفن الحلقة وانتشار فضاءاتها بعدة أماكن في الحي ” بلوك الرياض ومكان كريان عيد العرش تم السوق الفوقاني أوسوق الكلب”
من العشق إلى التغني
هذا الإنتماء أعطى حبا جنونيا وعشقا كونيا ووجدانيا لأبناء الحي المحمدي وكان يفتخر بقوله “أناولد الكريان” وهومرفوع الرأس لأن ينتمي لحي تاريخه يشهد عليه, الحي الذي سكناه وسكننا وأصبح ساكنا مسكونا به وبحبه لدرجة التغني به وهذا انفراد أخر ,نعم تغنى المرحوم ابراهيم العلمي بمدينة إيفران وعبد الوهاب الدكالي بمدينة فاس والمرحوم حميد الزاهر حين تغنى بمراكش مما أدى بالفنان نعمان لحلو أن يجول ويتجول ويتغنى ويغني على مجموعة من المدن المغربية كرسالة حب .هذا الأمر يعتبر عادي بالنسبة للمدن ,لكن الأمر يتعلق بحي أو حومة أي رقعة جغرافية صغيرة مصغرة,وهو محور نقاشنا ومقالتنا هاته لكي نتحدث عن ماقامت وأبدعت فيه مجموعات الحي المحمدي حبث أطلت علينا مجموعة السلام سنة 2008 بأغنية”والادالحي” وتلتها مجموعة مسناوة سنة2017 بأغنية عنوانها”الحومة” لتكتمل بمجموعة السهام سنة2021 بأغنية”الحي المحمدي”.تغنوا وغنوا الحي المحمدي وتاريخه وأمجاده ومعالمه’ليبقى من خلال قراءة في كلمات الأغاني الثلاث ليتوضح لنا من خلال قراءة كل أغنية على حدا لنجرد أوجه التلاقي والتقاطع من خلال الكلمات.هذا العشق سبقته محاولات بقيت حبيسة رفوف كتب أو دواوين أوقراءات خلال لقاءات ودلك ماأبدع فيه شعراء وزجالة الحي المحمدي كالمرحوم عمر التلباني ووعبدالله عطارد والأخوين الزوبيرخودير ومحمد خودير وفريد لمكدر والأخت فاطمة شويوميز وفتيحة قابوس وخالد فولان.
تم ضهر بين الأزقة متجول عبر المقاهي صوت كٌناوي بلباس وطني عبارة عن عباية للراية المغربية يحمل قراقبه إنه الفنان رضوان بنون وردد أغنيته يمجد فيها الحي وأسماؤه الرياضية والفنية تقول لازمتها”والحي الحي الحي ’والحي وفين وليدات الحي”وتبقى للأمانة وللتاريخ أن أول مجموعة من المجموعات الثلاث والتي نغنت عن الحي والتي خرجت أغنياتها للوجود ورددها أبناء الحي هي مجموعة السلام والأغنية من كلمات وتلحين الفنان عبد المجيد الحديدي رئيس المجموعة ومؤسسها في نهاية التسعينات.ضهرت الأغنية سنة2008. بعدها أبدع الفنان عبد الفتاح الدرازي ليعد أغنية عنونها”الحومة” ولحنها وغناها مع مجموعة مسناوة سنة2017 بعد ذلك تأتي حسب الترتيب مجموعة السهام وكعادته مايسترو المجموعة سي عبدالمجيد مشفيق حيث أبدع كلماة ولحنا وتوزيعا. سنة2021
مسناوة “الحومة والصبا والدكريات
أغنية مجموعة مسناوة أعطت للحي المحمدي عنوان الحومةوهذا اختيار أدبي عميق عمق دلالة الكلمة والمكان .فقديما الحومة هي الجيرة والجورة والدفئ والتضامن والتآخي والتلاحم والحومة هي الجماعة والتداول في تبادل القرار والزقاق وكلمة الحومة هي جيل بنى لنا ماض من أجل حاضر يسطر لنا خطوط المستقبل المشرق نسبة إلى ماسماه المرحوم العربي بطمة “جيل القنطرة” وكما وضحه المغفور له الملك الحسن الثاني في قولته” من من الأجيال أتت بالاستقلال ,تلك الأجيال التي ثنت أرجلها أمام الفقيه ومن يدكر الفقيه يدكر المسيد دلك الفضاء الذي كنا نلجه للتعلم الخط ونحفض القرآن وهدا مالمحت له المجموعة.
توحشت المسيد ولواحه وشحال قريت فمراحه
لاجواب لاهموم نواحه غير دموعي راهم راحو
هو حنين وبكاء على ماض يحمل في طياته تقاليد وطقوس لم نعد نراها اليوم ويستمر كاتب الكلمات في عودته بالداكرة لصور الحومة
رجعت بخيالي لبعيد ايامي وصبايا للحومة
تفكرت العشرة القديمة الجامع واللوحة والفران
كيرة وخليفة وباصالح غابو عني فهاد الزمان
وتبقى الأغنية هي حسرة على ماض عاشته أجيال شاهدت النضال والنهضة حيث حال الحومة اليوم تغير وتبدل كل شيء
تبدلت الحومة فغيابي وحيوطها زادو علاو
ضاقت بيا وزاد عدابي غابوا صحابي فين مشاو
هونداء من الغربة ليس غربة خارج البلد بل غربة بعيدا عن الحومة وتغيير الحومة والناس والجيران ويبقى صوت مسناوة ممزوج بالغناء الطيني المنبعث من الأرض .وهذا ضهر جليا في اللحن والمقامات المستعملة .
السهام والتاريخ والتسمية
نفس الإحساس ونفس الشعور جاء في كلمات أغنية مجموعة السهام حيث ركزت على القومية والوطنية كان عنوان الانتقال في تعابير كلمات الآغنية حيث الحي المحمدي معقل الأبطال ومهد النضال وتشبت ساكنته بالعرش والملك وانتفاضته ضد نفي السلطان.ويؤكدون أن الحي المحمدي ولود واخرج اسماء في كل المجالات.
الحي المحمدي يامعقل النضال الحي المحمدي معقل الأبطال
من كريان سنطرال خرجوا نسا ورجال
مبدعين وأبطال
اولاد الحي المحمدي رجعوا للتاريخ
حي محمد الخامس ديما فالقمة الحي المحمدي
علما أن الإشارة التي أرسلتها السهام هي التركيز على أن آلاف الأسماء من مختلف المشارب الثقافية الفنية الرياضية السياسية أنجبها الحي المحمدي وسجلت بمداد الفخر صفحات من تاريخ المغرب الحبيب وركزت على الطاس والسعادة كرمزين للتعريف بالانتماء لهذا الحي . والغيوان التي أدخلت الحي للعالمية وعرفت مجموعة الحي المحمدي ومنه انتشرت ضاهرة المجموعات
ياتيران الطاس والبيضة والغيوان
الفكر بالألوان السعادة مجمع اللمة
أسماء بألاف فكل ميدان فالعالم برهان
بصمة الحي كاينة تما
لكن تبقى القاعدة التي تربطنا باالحي هو العشق الأبدي رغم الغربة رغم مغادرتنا لتراب الحي لتغيير السكن أو للهجرة أو الشغل يبقى الحي يسكننا كماكنا ولازلنا نسكنه
الحي المحمدي ياعمري وامجادي ويادعمي وسندي
فين كنت نولي ليك انت ديما ساكني يالحي المحمدي
مجموعة السلام صيحة لربط الماضي والحاضر
تأتي قطعة ولاد الحي لمجموعة السلام صيحة وتحية لربط جسر التواصل واستمرار توهج ومكانة الحي المحمدي ولاتخلو مادامت صيحة من التحسر على أمس قريب فقدناه وفقدنا من خلاله أسماء ومعالم وأماكن حبث تدكرنا كلمات الأغنية بأسماء لأماكن انقرضت من جغرافية الحي .
واصحابي واولاد الدرب واولاد الحي
كٌولو لي أش خباركم انتوما وآش خبار الحومة
ديك الرحبة والفران والطاحونة ديك النخلة والكرمة والزيتونة ديك الكدية والصاكة وعوينة شامة دار الخليفة والبطوارباقين ندامة
داك الحمام والكريان الناس لقدام والجيران
كل شي تبدل صار فخبر كان ناس الحومة والجيران
فمجموعة السلام استلهمت هده الصيحة بعد بداية
هدم الكريان وترحيل سكانها وكدا إغلاق قاعتي سينما السعادة وشريف وتغيير معالم تيران الطاس”الحفرة” ووفاة أسطورة النكتة كيرا وغياب التوثيق وحفض الداكرة في متحف يصون للحي تاريخه .صيحة وحسرة ونداء لاستدراك هذا التاريخ وهده المعالم.
مات كيرا ماتت البسمة فالاقواس
ناس كثيرة شريف السعادة والطاس
ياريث ديك الايام تعود ويبقى الصفا والخير فالناس
هذا حال الحي المحمدي وماآآآآل إليه من تهميش وتعتيم وإتلاف لتاريخ تعودإليه الأجيال المقبلة لتستمد من خلاله مرجعية صلبة للاستمرار وربط الماضي بالمستقبل عبر حاضر نعيش مآسيه هي صيحة هو نداء لاستدراك مافات حتى يعيد الحي المحمدي أمجاده.هو احتجاج بطريقة فنية حضارية تعبر عما عاشه هؤلاء الناس .مطلبها خلق متحف لحفض الداكرة ,وتبقى محاولة كل من الدكنور محمد نجيب التقي في يحثه المعنون “جوانب من داكرة كريان سنطرال الحي المحمدي” وكدا كتيب جمعية الار البيضاء كريان سنطرال فرع الحي المحمدي المعنون”الحي المحمدي رافد من روافد الثقافة الشعبية” وكذا ماقام به الحاج مصطفى أسخور ومحاولات نبش عبد ربه خلا حلقات “راديو الحي المحمدي الفيسبوكيقليل جدا .
ويبقى الشكر موصول لمجموعات السهام ومسناوة والسلام لتيليغ رسالتهم عبر الفن
الهوامش
_ كلمات الأغاني للمجموعات “السهام ومسناوة والسلام”
_ جوانب من داكرة كريان سنطرال الحي المحمدي الكتابين للدكتور محمد نجيب التقي
_ منشورات جمعية الدار البيضاء كريان سنطرال فرع الحي المحمدي
_ كتاب الداكرة الفنية والثقافية والرياضية للحي المحمد لمؤلف الحاج المصطفى أسخور
_ مجموعة داكرة المغرب المجلد السابع
_ مقالات وقصاصات جرائد