الرئيسية أحداث المجتمع ترامب فاجأ الكثيرين بزلزال فوزه.. كيف استطاع تحقيق هذه “المعجزة”؟ وكيف ستكون سياسته في المنطقة العربية؟ وماذا سيترتب على صداقته مع بوتين في سورية والعراق وليبيا والخليج وايران؟ ترامب فاجأ الكثيرين بزلزال فوزه.. كيف استطاع تحقيق هذه “المعجزة”؟ وكيف ستكون سياسته في المنطقة العربية؟ وماذا سيترتب على صداقته مع بوتين في سورية والعراق وليبيا والخليج وايران؟
عبد الباري عطوان
انتصر دونالد ترامب، وهزم المؤسسة الامريكية الحاكمة، وممثلتها المفضلة والمدللة هيلاري كلينتون، مثلما هزم الامبراطوريات الاعلامية الجبارة، واثبت عمليا زيف استطلاعات الرأي وانعدام مصداقيتها، والشيء نفسه يقال ايضا عن عشرات، او مئات، المحللين، والخبراء، وبنوك العقول، التي تنبأت بهزيمته في الجولة الاولى، وبالضربة القاضية.
وصفوه بالجهل وعدم الخبرة السياسة، تبرأ منه زعماء حزبه الجمهوري، ونخبته في الكونغرس، ومجلس الشيوخ، ولكنه صمد وواجه التحدي بالتحدي، واثبت انه الاقدر على فهم الشعب الامريكي، ومطالبه، وقراءة مزاجه العام بدقة متناهية، ووضع خطوط الخطاب الذي يصل اليه بفعالية.
الشعب الامريكي، ومثلما اوضحت هذه الانتخابات، اصيب بحالة من الملل من نخبته الحاكمة، وانفصام الشخصية الذي تعانيه، وانفصالها عنه وهمومه، ومشاكلة، وطموحاته، ولذلك انحاز الى هذا “المتمرد” على مؤسسة الحكم، وقرر اعطاءه صوته وثقته ايضا.
لا نختلف مطلقا مع الكثيرين الذين يتحدثون عن سلبيات هذا الرجل، والتناقضات العديدة في شخصيته وسلوكه، ولكن الحكم عليه وله، جاء من قبل الشعب وصناديق الاقتراع، فقد كان من الصعب ان نتصور مليارديرا مثله، يركب الطائرات الخاصة، واليخوت الفخمة، ان يقدم نفسه ممثلا ومدافعا عن حقوق ومطالب الفقراء المهمشين منه، وصدقه المحبطون واعطوه اصواتهم، ربما لصراحته وعفويته غير المعهودة عند السياسيين المحترفين ابناء المؤسسة الحاكمة.
***
تعرض ترامب لحملات اعلامية شرسة، نهشت عرضه، وغاصت في ادق خصوصياته الشخصية والعائلية، وشككت في ذمته المالية، ولكنه استمر في مسيرته وسط حقول الالغام هذه، واطاح بـ16 منافسا له على ترشيح الحزب الجمهوري، وها هو يطيح بالمنافسة، او الحوت الاكبر، كلينتون، ويصل الى البيت الابيض بربطة عنقه الحمراء الفاقعة.
عنصري، يميني، يحتقر المرأة، ويتحرش بالنساء، وكاره للاسلام والمسلمين، يريد اغلاق حدود بلاده في وجههم وغيرهم من فقراء المكسيك وامريكا اللاتينية؟ اي المفاجأة؟ اليست هذه هي امريكا؟ اليست هي التي تأتي الينا بدباباتها وقاذفاتها وعملائها، وتقتل الملايين منا، وتبذر بذور الحرب الطائفية، وتغير الانظمة، وتنشر الفوضى الدموية، وهل كانت السيدة كلينتون تهيم حبا وغراما بالمسلمين؟ الم تهدد بالتدخل العسكري في سورية، وايدت بحماس غزو العراق واحتلاله، وحرضت على قتل زعيم عربي (القذافي) وهتك عرضه وجثمانه؟
ربما يكون المرشحان في سياق انتخابات الرئاسة اختلفا حول العديد من القضايا الداخلية والخارجية، ولكنهما اتفقا على ارضية الاحتقار للعرب ومن ثم المسلمين، وما اختلف هو طريقة التعبير فقط اما الجوهر فواحد.
اليوم اصبح ترامب في قلب البيت الابيض، وبات علينا وغيرنا ان يتعامل معه مكرها كرئيس، ومن المؤكد انه سيضطر لتغيير الكثير من مواقفه وسلوكه، والا تعرض للقتل، اسوة برؤساء آخرين استفزوا المؤسسة الحاكمة، فتهديده بالغاء او تعديل بعض البنود في الاتفاق النووي الايراني، ربما يوضع على الرف، لانه اتفاق بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع ايران، وليس اتفاقا ايرانيا امريكيا، والبديل للالغاء هو عودة ايران الى تخصيب اليورانيوم، وامتلاك اسلحة نووية، واللجوء الى الحرب لمنع هذا الخيار.
لا نتفق مع الكثيرين الذين اشتروا الصورة النمطية التي سوقتها الآلة الاعلامية والمؤسساتية الجبارة التي وصفت الرجل بالجنون والتهور، وعدم اهليته لحكم دولة عظمى او صغرى، فلو كان حاله كذلك، لما كسب غالبية اصوات حوالي 300 مليون مواطن امريكي في انتخابات حرة ونزيهة.
اعجاب ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس نقيصه، او خطيئة، فلماذا لا نرى النصف المليء من الكأس، وان نفكر بطريقة مختلفة، ونرى في هذا الاعجاب ظاهرة ايجابية يمكن ان تقود الى الحوار والتفاهم والتنسيق بين القوتين العظميين في ملفات عديدة ملتهبة، وابرزها حروب الشرق الاوسط، فهل من الضروري ان يكون رئيسا القوتين العظمين في حالة خصام وعلاقات متوترة وحروب باردة وساخنة؟ وهل نسينا ان اي حرب بينهما ستكون على ارضنا وضحاياها من اهلنا وابنائنا؟
ترامب هدد بنقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة؟ وبدأنا نصرخ من هذه الخطوة الكارثية، وهي كذلك فعلا، ولكن ماذا فعلنا، او هل نملك القوة والوسيلة لمنعها في ظل الوضع المؤلم الذي تعيشه الامة الاسلامية حاليا؟ وهل منعنا احتلال القدس، ووقف اقتحاماتها وتهويدها؟ وهل هناك من انتصر للمرابطين من اهل الارض المحتلة الذين يضحون بأرواحهم ودمائهم، للحفاط على عروبتها واسلامها؟
نقطة اخرى يتوقف عندها الكثيرون، وهي تهديد ترامب بمنع المسلمين من دخول امريكا، وهو تصرف عنصري بغيض وفاشي، ولكن من حقنا ان نسأل، هل فتحت الدول العربية، والخليجية منها خاصة، حدودها امام اللاجئين السوريين او العراقيين قبلهم، وهي التي تتحمل المسؤولية الاكبر عن مأساتهم، عندما ضخت مليارات الدولارات لاسقاط الحكم في سورية، وايدت الغزو والحصار وتغيير النظام في العراق.
لماذا لا يأتي الرد بمنع الامريكيين من دخول اكثر من خمسين دولة اسلامية؟ ولماذا يذهب المسلمون الى امريكا بالاساس؟ هناك بدائل اخرى عديدة، ولا نعتقد ان المسلمين سيموتون حسرة اذا لم يطأوا الارض الامريكية كزوار او مهاجرين، ويجب ان يكون الرد بالالتفات الى حكامهم الفاسدين الذين اهدروا ثرواتهم، وسرقوا ثمار عرقهم، ووضعوها في البنوك الامريكية، الرد ايضا في العمل من اجل الحكم الرشيد والمساواة والعدالة الاجتماعية والاصلاحيات السياسية والاقتصادية.
***
لسنا من المؤيدين للرئيس ترامب، ولا يمكن ان نكون من بين مريديه، او اي رئيس امريكي آخر، لاننا نؤمن ايمانا قاطعا بأن معظم مصائبنا جاءت من امريكا والحكام العرب المتحالفين معها، ولكننا اردنا ان نقدم قراءة مختلفة لهذا الزلزال الانتخابي الامريكي، وكيفية التعاطي معه، وان نؤكد في الوقت نفسه ان اعتمادنا الاول والاهم كعرب ومسلمين ان يكون على انفسنا، وفرض احترامنا على الآخرين، لا ان يكون من المرعوبين من كل نتائج انتخابات امريكية رئاسية، ونحن الذين لا نعرف شيء اسمه انتخابات الا ما ندر.
امريكا تتغير، ووصول ترامب الى البيت الابيض هو بداية هذا التغيير، والمنطق يقول انه يجب علينا ان نتغير ايضا، ونتعلم من اخطائنا الكارثية، وان نتخلص من عقلية التبعية للكفيل الامريكي الذي يريد فرض “الجزية” علينا، ونهب ما تبقى من ثرواتنا.
مقالات ذات صلة
6 مارس، 2025
في إطار جهودها لتعزيز التنمية المحلية وتحسين ظروف العيش، قامت جمعية ضاية الرومي للرياضات المائية والحفاظ على البيئة بمبادرة اجتماعية [...]
6 مارس، 2025
أعلنت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الدار البيضاء – سطات، أنها تتابع بتكليف من رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وضعية [...]
6 مارس، 2025
صوت العدالة / البيضاء نظمت مؤسسة إبداع بشراكة مع عمالة مقاطعة عين الشق بمركز إستقبال وتوجيه الأشخاص في صعبة ، يوماتحسيسيا حول “التنمر الإلكتروني بين الأسباب والنتائج والعلاج“ يوم06 مارس 2025 . اشرف على تأطيره الأخصائية النفسية الأستاذة أسماء بوجرش وأستاذة التنمية الذاتية الكوتش نوال مستطاع . و استفاذ من اليوم التحسيسي 18 شخصا من ساكنة عمالة مقاطعة عين الشق، حيت استهل بكلمة ترحيبية من إدارةمركز استقبال وتوجيه الأشخاص في وضعية صعبة تكلفت بها السيدة صفاء علواني وهي مسؤولة بالمركز للفت إنتباهالحضور للأدوار التي يقوم بها المركز في في محيطه و الإيجابي على ساكنة المنطقة للفت إنتباههم وتحضيريهمللخوض في الموضوع . إنتقلت الكلمة للكوتش نوال مستطاع أستاذة التنمية الذاتية التي أفردت في الوقوف على ماهية التنمر والتمييز بينأنواعه لاسيما النفسي والجسدي والتنمر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ودلك عبرالمنشورات والتعليقات المسيئةالتي تنشر على الصفحات والمجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يتم تداولها بسرعة كبيرة، نشر الصورالمسيئة والأخلاقية للآخرين سواءً أكانت صور حقيقية أو صور تم تعديلها بواسطة البرامج الالكترونية نشر التسجيلاتالصوتية للآخرين بدون علمهم عبر شبكة الإنترنت وكذلك اختراق الحسابات الإلكترونية الشخصية للآخرين بغرضالمراقبة والتجسس وسرقة البيانات الشخصية. كما أصهبت الأستاذة نوال مستطاع في شرح الأثار النفسية للتنمر الإلكتروني لاسيما لدى المراهقين والبالغين منقبيل رفض الذهاب إلى المدرسة أو القلق بشأن الذهاب إليها، مع انخفاض مستوى التحصيل الدراسي. علاوة على زيادةاحتمالية الإصابة بالعديد من الاضطرابات كالاضطرابات العصبية، واضطرابات النوم والشهية. انخفاض مستوىالنشاط والطاقة. زيادة الشعور بالذنب وإلقاء اللوم على النفس. زيادة الشعور بالخوف، وعدم الأمان مع الشعور المستمربالإجهاد والقلق والحزن. العزلة،وتجنب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية اجتماعية. ثم انتقلت الكلمة للأستاذة أسماء بوكرش تعرض توجد العديد من الأمورالتي يمكن القيام بها لتخفيف من آثار التعرضللتنمر لدى المراهقين، ومنها ما يأتي : طلب دعم المعلمين أو المدربين القريبين من المراهق. تعزيز الآباء شعور الثقة لدىالابن و تعليمه كيفية تجاهل المتنمر واستخدام لغة الجسد المناسبة التي يُمكن أن تؤثر في انطباع الآخرين عنه. محاولةالتحدث مع الشخص المتنمر، وأخبره أن سلوكه خطير وضار. التشجيع على المشاركة في برامج ومحاضرات مدرسيةخاصة بالحد من التنمر.
6 مارس، 2025
رشيد أنوار / صور العدالة اهتز حي بنعنفر بجماعة القليعة التابعة لعمالة إنزكان ايت ملول ، على وقع جريمة قتل [...]