_ زلزال المغرب: تضامن وإنسانية_

نشر في: آخر تحديث:

بقلم..محمد الموستني.

إن التضامن على إثر الزلزال الذي أصاب بلادنا في الآونة الأخيرة والذي ذهب ضحيته عدد كبير من المواطنين المغاربة ناهيك عن الخسائر المادية والأضرار النفسية التي ترتبت عليه كان تضامن المغاربة فضلا وليس أمرا، في مستوى الحدث نابعا من أخلاقهم ونشأتهم الاجتماعية أبا عن جد ،دون اي هدف أومصلحة شخصية ،وهذا لا يمكن فصله عن تضامن المغرب مع شعوب العالم خلال الكوارث التي تصيبها حينها يكون من السباقين والتاريخ يشهد على ذلك.


إن التضامن (solidarité) هو تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع وتوسيع مسؤولية المجتمع ،إذ يقصد به الإتحاد ومعاناة الفقراء ،و القرب للإنسان ،وتقديم المساعدة للآخرين عند الحاجة.


فالتضامن يستمد قواعده من التعاليم الدينية والمواثيق والقوانين الدولية، ومن الشعور الداخلي في كل إنسان سوي سليم، يؤمن بأن الإنسان مخلوق ضعيف يحتاج في مرحلة ما إلى مساندة الآخر وهي قيمة إنسانية تضمن ٱستقرارالمجتمعات وتقدمها.


كما أن التضامن يعمل على مواجهة حب الفرد لنفسه والتباهي بها، وهذه قمة الأنانية التي تكون لها نتائج على المجتمعات بكل تجلياتها.


إن ما قام به الشعب المغربي يندرج في إطار تاريخ حضارته التي كتبها بمداد من ذهب في صفحات التاريخ على مر العصور والأزمنة في إطار الذوبان والاندماج والانضمام تحت راية واحدة تكريسا للإنسانية وحقوق الإنسان الكونية، وما هو إلا تضامن وتعاون حقيقي أفضى إلى التكافل في عمل الخير لرتق الجروح على أسس المحبة والإيخاء والترابط والتلاحم ملكا وشعبا تحت شعار الله الوطن الملك.


إن تضامن الشعب المغربي جدد الطاقات وحقق الخير وذلك بتلاقي اهل الهدف والتنافس والتلاحم بجميع مكونات المجتمع المغربي وأنصاره، وفي هذا الصدد قال أحد المفكرين:”إن العاقل من أضاف إلى عقله عقول العلماء وإلى رأيه آراء الحكماء،فالعقل الفرد ربما زل،والرأي الفذ ربما ضل”وهذا هو بيت قصيد التضامن والعمل الجماعي الذي حققه المغاربة بجميع أطيافهم في هذا المصاب الجلل.

اقرأ أيضاً: