الرئيسية أحداث المجتمع هل توقفت الحياة في الخميسات المدينة؟

هل توقفت الحياة في الخميسات المدينة؟

1308268818
كتبه كتب في 19 مايو، 2019 - 2:52 مساءً

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

إن الزائر للخميسات اليوم ، وهو يشق شوارعها ويتفقد أزقتها ،سيلاحظ أن المدينة تحتضر ببطء،لا حياة بها،الجمود في كل شيء، حفر في أغلب الشوارع الرئيسية،اتلاف مجاري الصرف الصحي وواد الحار،حتى أن بعض الأحياء تعاني من انبعاث روائح كريهة من بعض المجاري المكشوفة،تعثر ملحوظ لبعض مشاريع تأهيل الشوارع،عدم كهربة بعض الأحياء بالمدينة،توقف تدريجي لبعض المرافق الخدماتية،…

هذا التهميش الذي طال المدينة وساكنتها لم يأت من فراغ،بل هناك أيادي خفية،ليس من مصلحتها خروج الخميسات من حفرة البؤس والتخلف،لأنها تنتعش على حساب البؤساء،ترتقي على حساب معاناة الشباب وأحلامهم،تجمع الثروات على حساب مستقبل عاصمة زمور،لوبي اقتصادي سياسي يتكتل كلما أحس بتهديد لمصالحه ومستقبله بالمنطقة.

وهذا الواقع،أفرز سلوك معين،عبر من خلاله شباب المدينة والغيورين على تذمرهم ورفضهم لهذا الواقع المر،بل منهم من توجه الى المركز للفت نظر المسؤولين للجرائم التي تقترف في حق الساكنة ومرافقها،وطالبت مجموعة من الأصوات بزيارة لقضاة المجلس الأعلى للحسابات لافتحاص مالية الجماعة والوقوف على العديد من الخروقات التي قالوا عنها بالخطيرة.

لكن، الوضعية زادت تفاقما،واتسعت رقعة التهميش،وارتفعت الأصوات من جديد،مطالبة برفع الحيف والظلم عن المدينة ،والاهتمام بمرافقها وساكنتها، خصوصا في البنيات التحتية وقطاع الصحة وباقي المرافق الخدماتية الأخرى،فالمسؤولين بالمدينة يتنافسون على تهميشها، على قتل الحياة بها،حتى المجلس الاقليمي الذي كان يعول عليه في انقاذ بعض المشاريع ،تراجع للوراء وترك المدينة تغرق في مستنقع النسيان .

وكانت الساكنة تنتظر من المجلس المنتخب،الذي يدير شؤون المدينة،العمل على تحريك بعض الأوراش التي عمرت في قاعة الانعاش،وتأهيل المدينة،وخلق فرص للشغل،والاهتمام بمرافق حيوية طالها النسيان…لكن للأسف الشديد يشرح بعض الاعلاميين بالمدينة،تركوا المدينة تغرق،وانشغلوا في تصفية الحسابات ورد الصفعات،فلا الأغلبية قامت بواجبها ودبرت شؤون المدينة بحكامة جيدة،ولا معارضة قدمت البديل وترافعت عن هموم الساكنة،كل الدورات التي سبقت،لا تقدم الجديد،جدول أعمال مستهلك،ونقاشات عقيمة ترجع المدينة والساكنة للوراء،إنه العبث يختم الاعلامي.

فكل المؤشرات الموجودة تدل على أن المدينة تحتضر فعلا،فلا يعقل أن هناك ساكنة لا زالت تناضل وتحتج للاستفادة من خدمات الكهرباء والماء،ولا يعقل أن هناك أحياء تتحول الى برك مائية في الفصل الماطر لعدم وجود قنوات الصرف الصحي،ولا يعقل أن المستشفى الاقليمي لا يتوفر على أجهزة الكشف الضرورية ووسائل التطبيب الأولية،ما يضطر معه المواطن التوجه للعاصمة،ولا يعقل أن تغلق كل المعامل أبوابها في وجه شباب المدينة، ما يساعد على تفاقم الوضع الاقتصادي ،ولا يعقل أن تغمض المؤسسة الاقليمية عيونها على واقع مأساوي دون أن تقوم بواجبها ،ولا يعقل أن يقف المجلس الاقليمي وقفة المتفرج على هموم ومشاكل لساكنة وضعت الثقة في أغلب أعضائه…فالوضع لم يعد يقبل المزيد من الانتظار،على الكل تحمل مسؤوليته،على المجلس الجماعي أغلبية ومعارضة تحمل مسؤوليته كاملة في الوضع الحالي ،على المجلس الاقليمي القيام بدوره كاملا في المدينة،على المؤسسة الاقليمية القيام بواجبها حيال رعايا جلالة الملك،على المجلس الأعلى للحسابات تحمل مسؤوليته من خلال زيارة المدينة وفتح ملفاتها وافتحاص مالية جماعتها.

فالواجب،يتطلب ارادة حقيقية للسياسي قبل المواطن العادي،ترجمة البرامج الى أفعال وأوراش تنعش أحلام المدينة والساكنة،أما الاستمرار في لعب دور النعامة،أكيد لن يزيد الطين إلا بلة ،وستستمر الحالة الى ما هي عليه أو أكثر،وتستمر المعاناة والتهميش ويعيش شباب المدينة على حلم لغد قد يأتي وقد لا يأتي…

مشاركة