ع. السباعي /جريدة صوت العدالة
بقلم :حنان أمهري
من أهم ما يميز العلاقة الزوجية..عنصر المحبة والسكينة والرحمة ،كما دل على ذلك سبحانه وتعالى في كتابه العزيز《وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون》..لكن هذا النظام الكوني قد يختل لأسباب عدة، ويكون السبب نفور أحد الطرفين من العلاقة الزوجية، وغالبا ما يكون هذا الطرف هو الزوج،حيث يبتعد عن زوجته ليبحث عن عشيقة. ويكون لذلك أسباب وعلل كثيرة، أخطاء شائعة تقع فيها الزوجات فترمي بزوجها الى حضن العشيقة ،هذه الأخيرة التي لا تكثر الطلبات ولا تسمعه كلاما يهز بدنه كل صباح، فيجد فيها الأنيسة، والمستمعة الجيدة ، حيث يرى نفسه متعلقا بها رغم وجود زوجة في حياته. و يمكن القول أن سببه الزوجات اللواتي يجهلن كيفية التعامل مع الزوج، فيظهرن التسلط والكبرياء المبالغ فيه، كما يمتنعن عن إعطائه الحق الشرعي في مجامعتهن، مما يجعل من تلك العلاقة خانقة لكليهما، فيعتبرها الزوج سجنا دائما ليلجأ إلى متنفسه الآمن “العشيقة”.
فلتراجع الزوجات تصرفاتهن ويتصرفن بعقلانية، من أجل علاقة زوجية آمنة مبنية على السكينةوالمحبة ،لأن هذا هو الهدف الذي جعل من أجله الزواج. ومن جانب آخر يمكن للزوج أيضا أن يكون سببا في خراب العلاقة الزوجية بسبب عدم درايته بالثقافة الجنسية.. فيجعل من فراش الزوجية مصدر رعب للمرأة، ناهيك ععلى أن المرأة كائن رقيق حساس، فهي تحب الاستمتاع بجميع اللحظات كما هي.. ،خاصة وأن حياتها تواكب عصر التكنولوجيا والمسلسلات الأجنبية التي تؤثر سلبا بشكل أو بآخر في أغلب تصرفات المرأة، والتي تصبح فيما بعد مشحونة بالاحلام والقصص الرومنسية ،وعندما تحين اللحظة تجد نفسها أمام رجل مختلف عما كانت تتمنى وتحلم بحدوثه ..رجل يجهل تماما كيف يتصرف في تلك اللحظات..
إذن فالحياة ليست مجرد علاقات عابرة.. بل هي شبكة وثيقة سيكون لها صدى كبيرا فيما بعد، يؤثر على تربية الأطفال فهم دائما يحبون أن يروا آباءهم في صورة جميلة لأن هذا يجعل منهم سعداء ومتسامحين مع محيطهم.. فالوالدين هما أول مدرسة يتعلم منها الأبناء، فإذا كانت العلاقة جميلة ومبنية على الحب المتبادل، بين الزوجين والأطفال، هذا حقا يمكن أن يساعد في تنشئة مثالية للأبناء الذين ينيرون الفضاء ،فمجرد وجودهم بالمنزل يزرع السعادة.لهذا وجب دائما تقديم الأجمل والأفضل من أجلهم لأنهم يستحقون عيشا كريما ليكونوا لبنة من لبنات المستقبل .
وهناك الجانب المادي الذي ليس بالهين التحدث عنه ،فهو موضوع طويل عريض.. ولاشك أن بضع أسطر ليست كافية ..فهو يلعب دورا كبيرا خاصة بالنسبة للزوج ليتحكم في زمام الأمور، وليستطيع تسديد نفقات عيشه ،وإذا تحدثنا بصورة منطقية نقول بأن المال ضروري جدا في هذه الحياة.. الصورة ليست براغماتية محضة، فالواقع يعاش ولا يوصف، إذ لا يمكن أن يستمر العيش على طبيعته المألوفة بدون ماديات، فالحياة تحتاج إلى مقومات ،وإذا أردنا تحقيق هذه المقومات احتجنا المال.
الله سبحانه وتعالى خلق الفقير والغني.. ليستطيع الناس تدبير أمورهم ،والتحكم في السيطرة على المال وكيفية تدبيره أو تبذيره.سواء كان الرجل غنيا او فقيرا فهو يجب أن يعلم كيف يصرف ماله بالحسنى، والزوجة يجب أن تتفهم وضع زوجها ، ولا تكثر عليه بالطلبات التي تفوق طاقته المادية..ببساطة يجب أن تكون متفهمة ومساعدة الى اقصى درجة، لكي تعيش معه في راحة بال، ولتكمل حياتها معه بدون مشاكل.إذا جمعنا كل تلك المشاكل، ووضعناها في قائمة وأحصيناها وحاولنا الابتعاد عنها، فربما نصل للحياة الزوجية المثالية الخالية من المشاكل، وإن بشكل نسبي على الاقل..

