الرئيسية آراء وأقلام خطاب إعلامي جزائري متواصل رغم الحضور داخل الكاف

خطاب إعلامي جزائري متواصل رغم الحضور داخل الكاف

hq720 2
كتبه كتب في 27 ديسمبر، 2025 - 9:01 مساءً

بقلم: عبد السلام اسريفي
رغم النجاح التنظيمي الكبير الذي تشهده نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالمغرب، لا يزال جزء من الإعلام الجزائري يواصل تبني خطاب تشكيكي تجاه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ورئيسه، معتبرا أن المنتخب الجزائري يتعرض لما وصفه بـ“الإقصاء الممنهج” و“التشويش المتعمد” بهدف خروجه المبكر من المنافسة.
وقد تم الترويج لهذه الأطروحات عبر عدد من البرامج التلفزيونية على قنوات شبه رسمية، حيث جرى الحديث عن “استهداف” للجمهور الجزائري و“تواطؤ” داخل أروقة الكاف، في اتهامات وُصفت بالخطيرة، خاصة في ظل وجود ممثل جزائري داخل المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي، وهو ما يتناقض مع الخطاب السابق الذي كان يربط مشاكل الكرة الجزائرية بغياب التمثيلية داخل الجهاز القاري.
ويرى متابعون أن هذا الخطاب يعكس حالة ارتباك أكثر مما يعكس وقائع ملموسة، خصوصا أن التنظيم المحكم للبطولة، وحسن سير المباريات، وتكافؤ الظروف بين جميع المنتخبات، لم يسجل بشأنه أي اعتراض رسمي موثق من الجهات المختصة.
ويعزو محللون هذا التصعيد الإعلامي إلى النجاح اللافت الذي حققه المغرب على مستوى التنظيم، سواء من حيث جودة البنيات التحتية الرياضية، أو تطور شبكة المواصلات، أو جاهزية الفنادق والمرافق السياحية، إضافة إلى حفاوة الاستقبال التي حظيت بها جميع الوفود دون استثناء.
كما شكل الحضور المكثف للجماهير الجزائرية بالمغرب عاملًا كاشفًا للواقع، حيث عاين المشجعون عن قرب مستوى التجهيز والتنظيم، ونقلوا عبر منصات التواصل الاجتماعي صورة إيجابية عكست التقدم الذي حققته المملكة في مختلف القطاعات، وهو ما فند، عمليًا، العديد من الخطابات التي كانت تراهن على فشل الدورة.
وفي المحصلة، يبرز أن كرة القدم الإفريقية، في حاجة إلى خطاب إعلامي مسؤول يواكب التطور الذي تعرفه اللعبة قاريا، بدل الانزلاق نحو اتهامات لا تستند إلى معطيات ملموسة، خاصة في تظاهرة تهدف بالأساس إلى تعزيز التقارب بين الشعوب الإفريقية وجعل الرياضة فضاءً للتنافس النزيه لا للتجاذبات السياسية والإعلامية.

مشاركة