الرئيسية أخبار وطنية مواكبة باهتة لكأس إفريقيا 2025 تثير تساؤلات حول أداء القناة الأولى

مواكبة باهتة لكأس إفريقيا 2025 تثير تساؤلات حول أداء القناة الأولى

sm 1758673384.045067
كتبه كتب في 20 ديسمبر، 2025 - 11:08 صباحًا

صوت العدالة- عبد السلام اسريفي

في الوقت الذي يضع فيه المغرب اللمسات الأخيرة على تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، باعتبارها واحدة من أكبر التظاهرات الرياضية بالقارة، يلاحظ متابعون للشأن الإعلامي والرياضي وجود قصور واضح في مواكبة القناة الأولى لهذا الحدث القاري( باستثناء الايام الأخيرة)، بما لا يعكس مكانة المغرب كبلد منظم ولا حجم الرهانات المرتبطة بهذه التظاهرة الرياضية والسياحية.
وسجلت القناة الأولى غياب تغطية ميدانية لوصول المنتخبات الإفريقية المشاركة إلى المدن الست المحتضنة للبطولة، وهي لحظات تحظى عادة باهتمام إعلامي واسع لما تحمله من رسائل تنظيمية وسياحية، وفرصة لإبراز صورة المغرب كبلد للأمن والاستقرار وحسن الاستقبال.
كما يلاحظ ضعف الروبورتاجات الميدانية التي تنقل ارتسامات الشارع المغربي وتفاعل الجماهير مع هذا الحدث الكروي القاري، مقابل الاكتفاء بتغطيات داخل الأستوديوهات، تفتقر في كثير من الأحيان إلى الزخم الميداني الذي يميز التظاهرات الكبرى.
وعلى مستوى البرمجة، تبدو المواد المخصصة لكأس إفريقيا محدودة من حيث الكم والمضمون، إذ يقتصر الحضور على “موجز الكان” وبعض الفقرات القصيرة، التي لا ترقى إلى مستوى حدث إفريقي يعول عليه المغرب للترويج لصورة البلد قارياً ودولياً. كما يغيب الاهتمام بالتعريف بالبنيات التحتية الرياضية التي أنجزت خصيصاً لهذه التظاهرة، من ملاعب حديثة ومراكز تدريب ومرافق لوجستيكية، فضلاً عن الإمكانيات السياحية والثقافية التي تزخر بها مختلف المدن المغربية.
ويثير هذا الوضع تساؤلات حول الموارد البشرية المعتمدة في تغطية الشأن الرياضي، خاصة في مجالات التقديم، التحليل، والتعليق، حيث يسجل خصاص واضح في الكفاءات المتخصصة القادرة على مواكبة حدث بهذا الحجم، مع استمرار الاعتماد على أساليب تقليدية لا تواكب التحولات التي يعرفها الإعلام الرياضي الحديث.
ويرى مهتمون أن طريقة التعامل مع مواد كأس إفريقيا توحي وكأن الأمر يتعلق بدوري عادي بين مدن، وليس بتظاهرة قارية كبرى، كان من المفترض أن تشكل مناسبة لتسويق المغرب كوجهة رياضية وسياحية واستثمارية بامتياز.
وفي المقابل، نوه متابعون بالمجهودات التي تبذلها القناة الثانية في مواكبة الحدث، سواء من حيث تنوع البرامج الرياضية، أو اعتماد مقاربات أكثر حداثة في التقديم والتحليل، إلى جانب التركيز على إبراز صورة المغرب ومنجزاته، بما ينسجم مع رهانات تنظيم كأس إفريقيا.
ويؤكد متتبعون أن الرهان الإعلامي لا يقل أهمية عن الرهان التنظيمي، وأن نجاح المغرب في تنظيم كأس إفريقيا 2025 يظل مرتبطاً أيضاً بوجود إعلام عمومي قوي، قادر على مواكبة الحدث بمهنية وابتكار، ونقل صورة إيجابية تعكس مكانة المملكة قارياً ودولياً.

مشاركة