بقلم:ذ. عبد القادر برهوما
تعرّضت في الأيام الأخيرة لوابل من الهجومات غير المبررة على خلفية نشر مقال تناول المشاركة المتميزة لنجل السيد خليهن ولد الرشيد، الأستاذ إبراهيم ولد خليهن ولد الرشيد، حيث اتهمني البعض بأنني “طبال لأهل الرشيد”. والغريب أن هذا الأسلوب لم يعد جديدًا، فحسابي وكتاباتي دائمًا ما تتعرض لهجمات مماثلة، لكن حدتها ازدادت بشكل لافت مؤخرًا، رغم أن حرية التعبير مكفولة في مملكتنا. ولمن يجهل، فأنا أنتمي سياسيًا لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، بل أنا عضو مكتبه السياسي، وأفتخر بهذا الانتماء، وبما أنني إبن مدينة العيون وأنشط سياسيًا بها منذ قرابة عشرين سنة، وأعرف كل تفاصيل المشهد المحلي ونشطائه ومناضليه، كما أعرف جيدًا الأسر التي تمارس السياسة بالجهة مثل أهل الرشيد، أهل الجماني، أهل الدرهم، أهل الطيب الموساوي، أهل بنمسعود…….، إضافة إلى عدة أفراد ومناضلين وسياسيين. منتخبين من قبائل وحواضن إجتماعية مختلفة، ومشارب سياسية متنوعة.
وما يميز هذه الأسر، أن بينها من يمارس السياسة باحترافية عالية، وجرأة، وخبرة طويلة، مع رؤية دقيقة وتحالفات ذكية من خلفيات قبلية متنوعة، وإمكانيات مالية وقانونية وإدارية ونفسية، مما يتيح لها تحقيق نتائج قوية وفوارق واسعة في الاستحقاقات. وفي المقابل، هناك من يمارس السياسة باحتشام شديد، دون إنفاق مناسب، ودون قيادة موحدة أو فريق عمل حقيقي، او خبرة ومهنية مطلوبة، فيسقط ضحية للسماسرة والانتهازيين، منتظرا نتائج انتخابية بضربة حظ، دون تخطيط، أو برامج، أو رؤية شاملة لمسار العملية السياسية من بدايتها إلى نهايتها،وهو ما لم ولن يتحقق.
و للتافهين الذين يستحق ان انعتهم ب”خفافيش الظلام” الذين يهاجمونني بحدة بدعوى أنني “طبال لأهل الرشيد” ، أقول لهم ولمن ورائهم، بأن هذه الأسرة تمارس السياسة بحرفية ومهنية نادرتين، وبوسائل متطورة، وخبرة عالية، قانونيًا وماليًا وإداريًا، وبرؤية واضحة وقيادة موحدة وفريق عمل منسجم، ولهذا تأتي النتائج دائمًا لصالحهم وبفارق كبير. وما إن تظهر النتائج حتى تبدأ “جماعة المنهزمين” في إطلاق الاتهامات والتشكيك في العملية الانتخابية برمتها، بل ويعمدون إلى إطلاق النار في كل الاتجاهات، حقدًا وحسدًا وغضبًا، لأنهم لا يتقبلون الهزيمة المتكررة، فيلجؤون إلى الهجوم عن من يدافع عن الحق مع السب والشتم ومحاولة تشويه هذه الأسرة ومن يدور في فلكها، بدل أن ينكبوا على تنظيم صفوفهم، وتأطير مناضليهم، وتعبئة ميزانياتهم، وصياغة برامج حقيقية، وإفراز قيادات قادرة على الحصول على النتائج الايجابية بالانتخابات المختلفة والقدرة على التسيير والمنافسة.
ورغم اختلافي مع بعض أفراد أسرة أهل الرشيد في بعض التفاصيل الثانوية التي لا وزن لها أمام ما حققوه من إنجازات على مستوى تدبير الشأن المحلي بالمنطقة، رفقة حلفائهم، فإن ما قدموه و يقدمونه من خدمة للدولة المغربية وللساكنة بالاقاليم الصحراوية واستقرار المنطقة أمر لا يمكن تجاهله. فجيل الآباء وعلى رأسهم الحاج إبراهيم ولد الرشيد، يظل شخصية وازنة بصفته أحد شيوخ المنطقة ورئيس مؤسسة الشيوخ، في انسجام مع باقي شيوخ القبائل. كما يبرز السيد خليهن ولد الرشيد الذي قضى خمسين سنة في خدمة الملك والوطن والبلاد طولا وعرضا، ويترأس اليوم مؤسسة الكوركاس. ونجد الرجل القوي الحاج مولاي حمدي ولد الرشيد، الذي أثبت قوته السياسية وتمكنه من الساحة السياسية وطنيا وجهويا وتحقيق النتائج، وكمثال على ذلك فلقد ساهم السيد الرئيس سنة 2005 في دعم مشروع الصندوق المغربي للتقاعد باحداث مندوبية جهوية للصندوق المغربي للتقاعد، دعما ماديًا ولوجستيًا وإداريا، بالاشراف شخصيا على تأسيس أول مندوبية جهوية للتقاعظ بالجهات الجنوبية الثلاث، إضافة إلى تخصيص بقعة أرضية لمقر المندوبية الحالية بشارع حبوها لحبيب بالعيون،وهو ما يحسب له جراء ما تحقق من نتائج لصالح المرتفقين، بايجاد حلول للمائات والٱلاف من ملفات المنخرطين والمتقاعدين وذوي حقوقهم.
وكما تحدثنا عن جيل الآباء، نقف عند جيل الأبناء الذين واصلوا المسار نفسه، ومن بينهم الأستاذ الإطار إبراهيم ولد خليهن ولد الرشيد، الذي كان الوحيد من أبناء الصحراء المغربية المشارك في الحوارات الأطلسية الأخيرة بالرباط، إلى جانب رموز المملكة المغربية وكوادرها مثل الطيب لوليشكي والسفير عمر هلال…….، إضافة إلى نخبة من الوزراء والاقتصاديين والدبلوماسيين من أكثر من 60 دولة. كما يجب التذكير بالدور الكبير للسيد سيدي محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، الذي يحتل المرتبة الرابعة في الهرم الدستوري للمملكة، وبالسيد سيدي حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، بما يمثله من ثقل سياسي وتنموي بالجهة.
وعليه، فعندما أتحدث عن أحد أبناء الأقاليم الصحراوية ينتمي لأسرة أهل الرشيد، شارك باقتدار في مؤتمر دولي، أُتهم بأنني “طبال”، فإنني أقول لهؤلاء بكل وضوح: يشرفني أن أكون مطبلًا لوطني، ولأسرة خدمت الدولة المغربية لأكثر من خمسين سنة، سياسيا واجتماعيا وإداريا وإقتصاديا ونفسيا. ولا بديل عن هذه الكفاءات في هذه المرحلة، لأنها الأكثر خبرة وقدرة وشبكة علاقات، وهي الأقدر على الإشراف على تنزيل مشروع الحكم الذاتي بحكم وزنها وسمعتها ونظرة ساكنة الصحراء لها شرق الجدار وغربه. وأقول للمهاجمين ومن خلفهم: سنظل نطبل للدولة المغربية ولكل من يخدمها ويخدم الساكنة ما حيينا، لأننا نحب وطننا ونحب ملكنا، وسنفديه بدمائنا وأرواحنا، كما فعل الأجداد والآباء ليظل المغرب موحدًا، مستقراً، ورايته خفاقة دائمًا وأبدًا.

