بقلم: إيمان الفناسي
حديث أخنوش بمدينة تيسة عن إنجازات الحزب وقوته كان سرياليا بكل المقاييس لقد أغفل أخنوش التطرق لكل وعود الحزب في حملاته الانتخابية وحاول البحث عن أي رقم مهما بدا بلا معنى ليغطي على فشل حكومته
سنوات مرت على الاستحقاقات التي حملت أخنوش إلى
رئاسة الحكومة وهو بالمناسبة منصب يفوق مقاس الرجل
ما زالت البطالة تدفع الشباب نحو قوارب الموت بالآلاف هل يظن أخنوش أننا نسينا اندفاع أسر بأكملها نحو البحر في مشهد يجسد مقولة ( المستجير من الرمضاء بالنار حرفيا)
تحدث الرجل بلغته المرتكبة طويلا وكانت الصور تتراقص في مخيلتي وكل صورة تشهد على كذبه،كنت قد أعددت سابقا تقريرا حول شباب قضوا غرقا من بنسودة في مأساة هزت ضمير المغاربة جميعا، هؤلاء لم يكن لقضيتهم حضور في خطاب أخنوش المزخرف، ببساطة لأنهم لا ينتمون للمغرب الوردي الذي يتحدث عنه.
عالمهم غير عالمه يشر السيد أخنوش للمغرب الذي يقبع في أسفل قائمة الدول في ترتيب الدول الأفضل تعليما ، مع أن تقرير المجلس الأعلى للتعليم يدين حكومته وهو بالمناسبة مؤسسة دستورية ولم يلتفت الرجل إلى أرقام المندوبية السامية للتخطيط التي صدمت المغاربة بمستوى التفكك الأسري الذي وصلنا إليه مع أن الدولة الاجتماعية المنشودة لا يمكنها الانطلاق من خارج الأسرة فهي نواة المجتمع الصلبة تقارير المجلس الأعلى للحسابات كذلك لا تهم الرجل والتي قدمت صورة قاتمة عن جرائم المال العام نعلم جميعا أن منتخبي الأحرار يتابعون بالعشرات إن لم أقل المئات في قضايا الفساد ولا نذيع سرا حين نقول أن حكومة أخنوش هي أفسد حكومة عرفها المغرب في تاريخه فما الذي كان يحاول أخنوش قوله في خطابه المرتبك ؟! لقد قدمنا خمسمائة درهم للمعوزين ؟!
طيب لو تفضل وشرح كيف سيصرف هؤلاء هذا المبلغ الهزيل لكان لكلامه بعض المصداقية لكنه اختار الهروب إلى الأمام كعادته …
وحاول أن يوهم الحضور بأن حكومته كانت فأل خير على المغاربة في تنزيل فكرة دعم مربي الماشية والفلاحين ، الرجل الذي شغل منصب وزير للفلاحة لمدة عقد ونصف حاول إيهام الناس أنه غير مسؤول عن الفشل الذي وصل إليه القطاع رغم الملايير التي رصدت للنهوض به في إطار المخطط الأخضر
من الذي أوصل القطاع الفلاحي بالمغرب إلى وضعيته المزرية الحالية ؟! إن التلاعب بالأرقام لا يمكن أن ينسينا أن أخنوش أفسد على المغاربة فرحة عيد الأضحى بسبب سوء تدبيره أما دعم الماشية من جيوب دافعي الضرائب التي تنامت بشكل صاروخي في عهده فليس إنجازا يستحق أن نشيد به
لو أردنا الرد على كبوات أخنوش ومغالطاته لما كفتنا المجلدات لكن يكفي أن نشير إلى أن مظاهرات جيل z كانت ردا طبيعيا على سوء تدبير الرجل للمرحلة وأن استمراره على رأس الحكومة أمر يهدد السلم الاجتماعي بالبلاد وأن الرجل بعيد كل البعد عن فهم معنى الدولة الاجتماعية التي ينشدها بسطاء المغرب.
ناهيك عن تنزيل أوراشها من قراءتي لطريقة حديث الرجل وارتباكه فهمت أن عمره السياسي بلغ نهايته وأنه لم يكن يخاطب أحدا وأن كلماته كانت حشرجة رجل يغادر منصبه .

