يبدو أن السلطات الجزائرية اختارت مواجهة “جيل زد” بأسلوب غير تقليدي، بعدما تفاجأ آلاف اللاعبين في البلاد بعجزهم عن الولوج إلى لعبة “فورتنايت” منذ أكثر من عشرين يوماً، في خطوة اعتبرها كثيرون حظراً غير معلن يعكس توجس النظام من الفضاءات الرقمية التي تجمع الشباب وتتيح لهم التواصل خارج الرقابة الرسمية.
ورغم صمت الحكومة وعدم صدور أي بلاغ رسمي، إلا أن المعطيات المتاحة تؤكد أن الأمر لا يتعلق بعطل تقني، بل بإجراء متعمّد. فقد كتب تيم سويني، الرئيس التنفيذي لشركة “Epic Games”، في تدوينة على منصة “إكس”، أن شركته لم تتلقّ أي رد من السلطات الجزائرية رغم محاولاتها المتكررة لفهم سبب توقف الخدمة.
وقال سويني: “هل لدى أحدكم اتصال داخل شركة اتصالات الجزائر؟ المستخدمون في البلاد غير قادرين على الدخول إلى اللعبة.”
تصريحٌ أكد ما كان يخشاه اللاعبون: أن الحظر قرار سياسي أكثر منه تقني.
وتشير مصادر رقمية جزائرية إلى أن اللعبة باتت خلال الأشهر الأخيرة فضاءً افتراضياً يجتمع فيه شباب من مختلف المدن، يتبادلون النقاشات حول قضايا اجتماعية وسياسية، ما جعلها بنظر السلطات منبراً رقمياً محتملاً لتنظيم احتجاجات شبيهة بما شهدته دول أخرى ضمن موجة تحركات “جيل زد”.
ويُذكر أن الجزائر سبق أن فرضت قيوداً على عدد من المنصات الرقمية خلال فترات التوتر الاجتماعي أو أيام الامتحانات الوطنية، لكن هذه المرة يربط مراقبون القرار بمخاوف النظام من انتقال الاحتجاجات الرقمية إلى الشارع، في ظل حالة احتقان اجتماعي متنامية.
ويرى محللون أن خطوة الحظر تكشف عن عجز المنظومة الحاكمة عن فهم طبيعة الجيل الجديد، الذي يجد في الفضاء الرقمي وسيلة للتعبير والانتماء، وأن حجب لعبة لن يمنع الشباب من إيجاد فضاءات بديلة لتبادل أفكارهم وصياغة وعي جماعي جديد.

