أثارت الاحتجاجات الشبابية التي شهدتها عدة مدن مغربية، أمس السبت، وما رافقها من اعتقالات، ردود فعل سياسية متباينة، كان أبرزها من داخل حزب العدالة والتنمية، حيث اعتبر عدد من قيادييه أن الحل لا يكمن في المعالجة الأمنية وإنما في معالجة جذور الأزمة.
عادل الصغير، الكاتب الوطني لشبيبة الحزب، أكد في تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك” أن “التدخل الأمني لا يحل المشكلة بل يعقدها”، مشيرا إلى أن معالجة الاحتقان تمر عبر إصلاح الاختلالات السياسية والاجتماعية المتراكمة. ومن بين هذه الاختلالات، بحسبه، “الرهان على البنية التحتية والأوراش الكبرى كبديل عن المسار الديمقراطي”، إلى جانب “الإجهاز على المكتسبات الاجتماعية، وتغول النفوذ والتقنوقراط على حساب السياسة، وهيمنة طرف واحد على المشهد الإعلامي بما أفقده صلته بالمجتمع، مقابل التضييق على الأصوات التي تعكس هموم المواطنين”.
من جانبها، شددت منينة مودن، عضو الأمانة العامة للحزب، على أن “الاعتماد على المقاربة الأمنية لن يؤدي إلا إلى تعميق الشرخ”، معتبرة أن “الحل لا يوجد في الزرواطة بل في استعادة الثقة وفتح نوافذ الأمل وإطلاق سراح الأصوات الحرة”. وأضافت أن “الأوطان لا تبنى بالمنع وإنما بالاحتضان”.
وأبرزت مودن أن “الشارع يتكلم حين تصم المؤسسات آذانها، وأن الغضب الشعبي يملأ الفراغ حين تفقد المؤسسات مصداقيتها”، معتبرة أن توجيه الموارد نحو “المهرجانات والملاعب والواجهات” على حساب الصحة والتعليم يكرس الاحتقان.
وختمت القيادية الحزبية بالقول إن “جيل اليوم لا يسعى إلى الصدام، بل إلى كرامة في المستشفيات، وعدالة في المدارس، ومؤسسات تحترم ذكاءه وتطلعاته”.

