الرئيسية آراء وأقلام ثلاث هزائم في سباق واحد: هل انتهى زمن الأبطال في المغرب؟

ثلاث هزائم في سباق واحد: هل انتهى زمن الأبطال في المغرب؟

IMG 20250916 WA0054
كتبه كتب في 16 سبتمبر، 2025 - 2:33 مساءً

بقلم عثمان لبصيلي
-متابعة : بطولة العالم لألعاب القوى .

في بطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو، خرج ثلاثة عدائين مغاربة من الدور الأول لسباق 800 متر، في مشهد يعكس انهياراً مؤسساتياً أكثر مما يعكس مجرد إخفاق رياضي. لم يكن الأمر مجرد خسارة سباق، بل سقوطاً رمزياً لمنظومة كانت تُفاخر يوماً بأسماء مثل عويطة والكروج، وأصبحت اليوم عاجزة عن إنتاج خلفٍ لهم. فهل انتهى زمن الأبطال؟ وهل أصبح البقالي مجرد استثناء يُستخدم لتغطية فشل جماعي؟

ألعاب القوى المغربية بطوكيو: السقوط الحر… الانهيار الكامل

في مشهد رياضي قاتم، خرج ثلاثة عدائين مغاربة من الدور الأول لسباق 800 متر في بطولة العالم بطوكيو، ليُسدل الستار على مشاركة باهتة تؤكد أن ألعاب القوى المغربية تعيش لحظة سقوط حر، لا يمكن تفسيرها فقط بنتائج السباق، بل بما يختفي خلفها من اختلالات بنيوية وتدبيرية عميقة.

إخفاق جماعي… لا مجرد تعثر فردي

خروج ثلاثي سباق 800 متر من الدور الأول ليس حدثاً عابراً، بل مؤشر صارخ على أزمة تكوينية وتدبيرية تضرب في عمق المنظومة. لم يكن الأمر متعلقاً بضعف اللياقة أو سوء الحظ، بل بغياب رؤية، وافتقار للجاهزية، وانعدام التخطيط العلمي.

  • لا برامج تدريبية واضحة
  • لا مواكبة نفسية أو تقنية
  • لا استراتيجية تنافسية على المستوى الدولي جامعة أحيزون: إدارة بلا أثر

الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، بقيادة عبد السلام أحيزون، تبدو اليوم عاجزة عن إنتاج أبطال، وعن بناء منظومة قادرة على المنافسة. الدعم المالي موجود، والمراكز الفيدرالية قائمة، لكن النتيجة صفرية. أين الخلل؟

  • غياب التنسيق الحقيقي مع الأندية
  • ضعف التكوين المستمر للأطر التقنية
  • غياب التقييم والمحاسبة
  • هيمنة الولاءات على حساب الكفاءات العلاقة مع الأندية: من التهميش إلى الشراكة

اللحظة تفرض وقفة تأمل متأنية، وإعادة بناء العلاقة بين الجامعة والأندية على أساس مشاريع بأهداف واضحة، لا على أساس مناسبات موسمية أو دعم مشروط. الأندية هي الخزان الحقيقي للمواهب، ولا يمكن الحديث عن إصلاح دون إشراكها في التخطيط والتنفيذ.

البقالي… قاعدة التطبيع مع الفشل؟

سفيان البقالي، رغم مكانته العالمية، أصبح يُستخدم كغطاء لتبرير فشل المنظومة. وجود نجم واحد لا يعني نجاحاً، بل يُخفي هشاشة البنية. البقالي لا يمكن أن يكون “الشجرة التي تخفي الغابة”، بل يجب أن يكون بداية لسلسلة من الأبطال، لا نهاية لها.

من المجد إلى الانهيار: أين الخلل؟

ألعاب القوى المغربية كانت يوماً ما منارة إفريقية وعربية، بصوت عويطة، وخطوات الكروج، وابتسامة نزهة بيدوان. اليوم، لا نرى سوى البقالي، وسط فراغ مؤسسي، وتراجع مخيف في النتائج، والتكوين، والطموح.

خاتمة

بطولة طوكيو كشفت المستور، وأكدت أن ألعاب القوى المغربية ليست بخير. السقوط الحر لا يُعالج بالتصريحات، بل بإعادة بناء شاملة: في الفكر، في التكوين، وفي العلاقة مع الأندية. أما الاستمرار في التطبيع مع الفشل، فسيجعل من البقالي آخر ما تبقى من ذاكرة المجد… قبل أن تُطوى الصفحة نهائياً.

مشاركة